صدر اليوم الاثنين بيان مشترك بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها رئيس جمهورية تانزانيا المتحدة جاكايا مريشو كيكويتي إلى الجزائر بدعوة من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. فيما يلي النص الكامل للبيان: "بدعوة من السيد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية قام السيد جاكايا مريشو كيكويتي رئيس جمهورية تانزانيا المتحدة بزيارة دولة إلى الجزائر من 09 إلى 11 مايو 2015. تترجم هذه الزيارة إرادة الجزائر و تانزانيا المشتركة لتعزيز علاقات الصداقة و التضامن و التعاون التقليدية التي أرساها مؤسسا الأمتين الرئيس السابق أحمد بن بلة و الرئيس السابق لتانزانيا مواليمو جوليوس كامبراج نييريري. خلال هذه الزيارة أجرى الرئيس بوتفليقة مع الرئيس كيكويتي محادثات معمقة و مثمرة حول مختلف المسائل ذات الإهتمام المشترك على الصعيد الثنائي و الإقليمي و الدولي وجرت المحادثات في جو ودي و أخوي. على الصعيد الثنائي استعرض قادة البلدين وضع التعاون في كافة المجالات و بحثا السبل و الوسائل الكفيلة بتعزيزه و تنويعه كما دعا الرئيسان إلى تعزيز التعاون في مجالات التربية و الطاقة و المناجم و التجارة و الصناعة و الفلاحة و وجها تعليمات لوزرائهما أو ممثليهم للإلتقاء و بحث مجالات التعاون أكثر فأكثر. كما شجعا رجال أعمال البلدين على الإلتقاء و استكشاف فرص الأعمال القائمة في كلا البلدين و شددا على ضرورة عقد الدورة ال5 للجنة التعاون المختلطة في أقرب الآجال. جدد الرئيسان في هذا الصدد إرادتهما في تعزيز علاقات الصداقة العميقة التي تميز الروابط بين البلدين قصد إقامة تعاون يعود بالفائدة على الطرفين من خلال الإعتماد على الثقة العميقة التي تحدو أعمال التعاون المشتركة. لهذا الغرض أعلن السيد كيكويتي عن قرار حكومة جمهورية تانزانيا القاضي بفتح سفارة لها بالجزائر العاصمة. على الصعيد الإقليمي و الدولي أكد قادة البلدين تطابق وجهات نظرهما حول المسائل الإقليمية و الدولية الرئيسية ذات الإهتمام المشترك و جددا التزامهما بالحفاظ على روح التشاور الذي يطبع العلاقات بين الجزائر وتانزانيا. في هذا السياق أعرب الرئيسان بوتفليقة و كيكويتي عن ارتياحهما لدور الإتحاد الإفريقي في تسوية النزاعات في القارة بطريقة سلمية مبديان انشغالهما إزاء استمرار بعض بؤر التوتر و الأزمات في إفريقيا التي تؤثر سلبا على مسار تنميتها الإقتصادية و الإجتماعية. في هذا الإطار جددا دعمهما لجهود الإتحاد الإفريقي في البحث عن حلول سياسية للأزمات و النزاعات في إفريقيا مبرزان ضرورة العمل خدمة للتنمية الإقتصادية و الإجتماعية للقارة في إطار مبادرة الشراكة الجديدة من أجل تنمية إفريقيا (النيباد) التي تمثل برنامجا قد يكون بمثابة نموذج ملائم لتسوية تحديات إفريقيا متعددة الأبعاد. أكد الرئيسان بوتفليقة و كيكويتي ضرورة العمل من أجل دخول هندسة السلم و الأمن للإتحاد الإفريقي حيز التنفيذ مع وضع القوة الإفريقية الاحتياطية المؤقتة و القوة الافريقية للرد السريع على الأزمات. كما أعربا عن ارتياحهما في هذا السياق للتعاون الأمني الواعد الذي يتطور في منطقة الساحل لا سيما في إطار مسار نواكشوط. أعرب الرئيس بوتفليقة و الرئيس كيكويتي عن انشغالهما إزاء التهديدات المتنامية للإرهاب في المنطقة كما جددا إدانتهما الشديدة للإرهاب بشتى أشكاله و ظواهره مؤكدان ضرورة مباشرة جهود منسقة لمكافحة الإرهاب العابر للأوطان. في هذا السياق، سجل الطرفان انشغالهما إزاء انتشار الجماعات الإرهابية و المتاجرة بالمخدرات و تهريب الأسلحة بمنطقتيهما مجددان إلتزامهما بتظافر جهودهما من أجل مكافحة هذه الآفات التي تهدد الأمن و الإستقرار في القارة. وعبر قائدا البلدين عن دعمهما لجهود الإتحاد الإفريقي الرامية إلى مكافحة الجماعة الإرهابية بوكو حرام من خلال المهمة الموكلة للقوة المشتركة متعددة الجنسيات و أعربا عن تضامنهما مع البلدان التي تواجه هذه الآفة. في هذا الصدد أعرب الرئيس بوتفليقة و الرئيس كيكويتي عن دعمهما للمركز الإفريقي للدراسات و الأبحاث حول الإرهاب و لجنة مصالح الإستعلامات و الأمن الإفريقيين كما جددا إلتزامهما بالعمل من أجل المصادقة على الإتفاقية الشاملة حول الإرهاب الدولي و البروتوكول المتضمن تجريم دفع الفدية للجماعات الإرهابية. بخصوص الوضع في مالي أطلع الرئيس بوتفليقة الرئيس كيكويتي على آخرالتطورات في إطار مفاوضات السلام بين الأشقاء الماليين منها خاصة التوقيع بالأحرف الأولى في الفاتح مارس 2015 بالجزائر العاصمة على اتفاق السلام و المصالحة بدعم من المجتمع الدولي. في هذا الصدد أشار إلى حفل التوقيع الرسمي الذي سيجري في 15 مايو بباماكو معربا عن أمله في أن تقوم تنسيقية حركات الأزواد بالتوقيع على هذا الإتفاق الذي يحفظ مصالح كل الأطراف المالية في كنف وحدة و سيادة دولة مالي. كما أعرب الجانبان عن انشغالهما أمام التدهور الأخير للوضع الأمني في شمال مالي داعيان جميع الأطراف المالية إلى الانضمام و السهر على التجسيد الكامل لهذا الاتفاق و دعيا المجتمع الدولي إلى مساعدة مالي في جهود التنمية الاقتصادية و الاجتماعية. في هذا الصدد أشاد الرئيس كيكويتي بدور الجزائر في قيادة الوساطة الدولية من اجل التوصل إلى تسوية نهائية و دائمة لازمة مالي. وفي معرض تطرقهما للوضع في ليبيا أعرب الرئيس بوتفليقة و الرئيس كيكويتي عن عميق انشغالهما أمام تدهور الوضع الأمني في هذا البلد و آثاره على شمال إفريقيا و منطقة الساحل كما دعيا الأطراف الليبية باستثناء الجماعات المصنفة من قبل الأممالمتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية للدخول بصدق وحسن نية في الحوار الذي بادر به الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة بليبيا السيد برناردينو ليون من اجل التوصل إلى حل سياسي يحفظ الوحدة الترابية و استقرار البلد و انسجام شعبه. في هذا السياق نوه الرئيس كيكويتي بجهود الجزائر و احتضانها يومي 13 و 14 ابريل 2015 للاجتماع الثاني الذي جمع رؤساء الأحزاب السياسية و الناشطين السياسيين الليبيين الذي تم تحت إشراف الأممالمتحدة و الذي سجل تقدما ملموسا باتجاه المصادقة على اتفاق تسوية للازمة الليبية. أما بخصوص مسالة الصحراء الغربية جدد الرئيسان تأكيد دعمهما لجهود الأمين العام الاممي السيد بان كي مون و مبعوثه الخاص السيد كريستوفر روس من اجل التوصل إلى تسوية عادلة و دائمة لهذا النزاع تقوم على ممارسة شعب الصحراء الغربية لحقه الثابت في تقرير المصير عبر استفتاء حر و عادل و نزيه. كما أكد الرئيسان دعمهما لتحقيق التطلعات الوطنية لشعب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. في ذات السياق، أعرب الرئيسان عن ارتياحهما بخصوص إشراك الاتحاد الإفريقي في هذه المسالة لا سيما عبر تعيين مبعوث خاص متمثل في شخص فخامة السيد جواكيم شيسانو و إصدار مجلس السلم و الأمن لبيان حول مسالة الصحراء الغربية في 27 مارس 2015. كما دعا الجانبان مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ جميع القرارات الضرورية من اجل ضمان التقدم في مسار البحث عن حل لنزاع الصحراء الغربية مؤكدين على دوره المحوري و مسؤوليته الأساسية في حفظ السلام و الأمن الدوليين. و ابلغ الرئيس كيكويتي الذي تضمن بلده الرئاسة الدورية لمجموعة شرق إفريقيا الرئيس بوتفليقة بالوضع السائد في شرق إفريقيا و الجهود التي تبذلها البلدان الأعضاء في هذه المنظمة و الرامية إلى إعادة السلام في المنطقة. و نوه الرئيس بوتفليقة بالدور الذي تلعبه تانزانيا خدمة للسلام و الاستقرار في إفريقيا مهنئا في هذا الصدد الرئيس كيكويتي على الجهود المبذولة من اجل وضع حد للنزاع الداخلي في جنوب السودان و التي أدت إلى توقيع اتفاق السلام في يناير 2015 باروشا. كما أشاد الرئيس بوتفليقة بالمشاركة النشطة لتانزانيا في عمليات حفظ السلام الأممية بدارفور و جمهورية الكونغو الديمقراطية و لبنان. و بخصوص الوضع في الشرق الأوسط جدد الرئيسان دعمهما لتسوية عادلة و دائمة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني تكرس حق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته المستقلة. و دعيا في هذا السياق إلى إصلاح عميق لمنظمة الأممالمتحدة مجددين التأكيد على تمسكهما باتفاق ايزولويني من اجل مشاركة أوسع و أنشط للبلدان الإفريقية في اتخاذ القرار على مستوى مجلس الأمن الدولي. في ختام الزيارة تقدم الرئيس كيكويتي بشكره العميق للرئيس عبد العزيز بوتفليقة و الشعب الجزائري على الاستقبال الحار و الحفاوة التي حظي بهما و الوفد الذي رافقه منذ وصوله إلى الجزائر كما وجه دعوة لفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للقيام بزيارة دولة إلى تانزانيا و قد تم قبول الدعوة بكل سرور فيما سيتم تحديد تاريخ الزيارة باتفاق مشترك عبر القناة الدبلوماسية".