تشكل المرافقة الطاقوية لبرامج التنمية المحلية وتحقيق التنمية المستدامة من أبرز الرهانات التي تعمل على كسبها وحدة تطوير البحث في الطاقات المتجددة بالوسط الصحراوي بأدرار، حسبما أستفيد من مسؤولي هذه الهيئة العلمية. و بحكم الموقع الجغرافي الذي تتمتع به ولاية أدرار و ما تتميز من مناخ يجعل منها قطبا "رائدا" في إستغلال الطاقات المتجددة بمختلف أشكالها سيما منها الطاقة الشمسية و طاقة الرياح و الطاقة الأحفورية و الطاقة الحيوية و هو ما جعلها الولاية السباقة وطنيا في خوض هذا التحدي الطاقوي الصديق للبيئة منذ ثمانينيات القرن الماضي مثلما أشار إليه مدير الوحدة البروفسور حمودة مسعود. محطتا ملوكة و ماطرويان البدايات الأولى لاستغلال الطاقة الشمسية بأدرار وقد شكلت محطتا الطاقة الشمسية اللتين أنجزتا خلال ثمانينيات القرن الماضي بشراكة أجنبية بكل من قصر ملوكة (بلدية تيمي ) و ماطرويان (بلدية تيمقطن ) الخطوات الأولى لخوض تجربة استغلال الطاقات المتجددة حيث تعتبر محطة ملوكة أول محطة لاستغلال الطاقة الشمسية تنجز على المستوى الوطني، إلى جانب عمليات أخرى أنجزت خلال تلك الفترة بمساهمة الوحدة بكل من برج باجي مختار و حتى خارج الولاية بكل من ولايات وهران و سعيدة و بني ونيف (بشار )، هذا إضافة إلى إنتاج عدة تجهيزات شملت معدات تسخين المياه التي وضعت على مستوى المؤسسات التربوية. و يواصل أزيد من 80 باحثا بالوحدة جهودهم الحثيثة لتطوير المهارات و توسيع الخبرات في مجال استغلال الطاقات المتجددة و مواكبة الإستراتيجية الوطنية في الطاقات المتجددة خاصة بعد إعادة الهيكلة التي حولتها إلى إحدى الوحدات التابعة لمركز تطوير الطاقات المتجددة (الجزائر العاصمة ) . وخصصت مهام الوحدة للبحث العلمي فقط قصد توسيع و تجسيد المرافقة التقنية لمشاريع الطاقة المتجددة و تطوير نماذجها إلى جانب تقديم حلول علمية ناجعة في هذا الإطار و هو ما مكن الوحدة من إنجاز بحوث علمية عديدة و بمستوى عال، إضافة إلى استقطاب عديد الطلبة و الباحثين من معظم جامعات الوطن المقبلين على إعداد مذكرات التخرج لإجراء تربصات تطبيقية على مستوى الوحدة بفضل الإمكانيات و التجهيزات المتطورة التي تتوفر عليها. نماذج مختلفة لمجالات استخدام الطاقات المتجددة لتأكيد النجاعة و الفعالية وقد تمكنت الوحدة - يضيف المتحدث- من إنجاز عدة نماذج لإبراز آفاق ومجالات استخدام الطاقات المتجددة سواء في الإستخدام المنزلي أو في الأنشطة الإقتصادية من خلال الجهود التي تقوم بها المخابر المتواجدة عبر الفروع العلمية للوحدة ممثلة في قسم البحث في التحويلات الكهروضوئية و قسم البحث في التحويلات الحرارية، حيث شملت هذه النماذج عمليات الضخ الكهروضوئي و التبريد و الإستعمالات الإلكترونية و التجفيف و التسخين . إلى جانب إنجاز أول سيارة نموذجية تعمل بالطاقة الشمسية والتي يتم حاليا تطويرها لتصبح سيارة نموذجية تتسع لأربع مقاعد . و يتم أيضا في الشأن ذاته إنجاز محول كهربائي من طرف أحد الباحثين بالوحدة. وفي هذا الإطار أبرز البروفسور حمودة مسعود مدى فعالية الطاقة المتجددة و قدرتها على تلبية الإحتياجات الطاقوية خاصة و أنها طاقة نظيفة تتيح لمختلف الهيئات فرصة مواجهة التحديات البيئية ذات الصلة بالأنشطة الإقتصادية مطالبا بتجاوز، ما وصفه ب"التردد" الذي لا زال يكتنف بعض المتعاملين بخصوص فعالية هذا النوع من الطاقة. وأردف قائلا أن هذه الأهمية جعلت من ولاية أدرار من المناطق "المحظوظة" من خلال الإستفادة من عدة مشاريع لإنجاز محطات للطاقة الشمسية، مبديا بالمناسبة أسفه " لعدم إشراك الوحدة في هذه المشاريع باعتبار أنها تشكل فرصة لتثمين الخبرة العلمية و التقنية العالية للباحثين بالوحدة و الكفيلة بتقديم اقتراحات فعالة لتحقيق النجاعة . هذا إضافة الى إعطاء حلول تقنية في هذا الإطار على غرار المشكل التقني المتعلق بمرزعة طاقة الرياح بمنطقة كابرتن المطروح بعد أن تبين أن أعمدتها الهوائية لا يمكنها العمل عندما تبلغ الحرارة 45 درجة مئوية ،حيث يجري فريق من الوحدة بحثا في هذا الجانب قصد التمكين من تكييفها للعمل في درجات الحرارة المرتفعة التي تميز الولاية. نحو إستئناف نشاط محطة الطاقة الشمسية بمنطقة ملوكة و ستمكن الخبرة العلمية التي إكتسبها الباحثون بالوحدة من العمل على إستئناف في القريب العاجل نشاط محطة إستغلال الطاقة الشمسية بمنطقة ملوكة الفلاحية بعد توقف دام أكثر من ثلاث عقود من خلال عمل لدراسة النجاعة يتم حاليا بالشراكة مع مجمع "كوندور" لتصل طاقة إنتاجها إلى 30 كيلواط . وسيتم دمج هذه المحطة في الشبكة الكهربائية الوطنية العادية إلى جانب مساهمتها في تزويد بعض المنازل القريبة بهذه الطاقة . كما إستفادت وحدة البحث من 100 كيلواط من الطاقة الشمسية لتوفير أزيد من 70 بالمائة من الإستغلال الطاقوي لديها مما يجعلها نموذجا للمنشآت المستغلة لهذه الطاقة التي بات يتطلع إليها الكثير من المواطنين و المتعاملين الإقتصاديين سيما في قطاعي الفلاحة و السياحة بعد وعيهم الكبير بأهمية الطاقات المتجددة و دورها الإقتصادي في خفض تكاليف الإنتاج و تثمين البيئة . ويعمل فريق تابع للوحدة في هذا الجانب من خلال الترشيد في كيفية ملائمة المنازل و المباني لإمكانية إستخدام الطاقة الشمسية عن طريق إستغلال الواجهات و الأسطح بما يضمن توفير الطاقة و تخفيض فاتورة إستهلاكها مثلما تمت الإشارة إليه.