قامت وحدة تطوير التجهيزات الشمسية في بواسماعيل بولاية تيبازة، بإنجاز أول جهاز نموذجي لالتقاط الطاقة الشمسية موجه لتسخين الماء يجري تركيبه على مستوى ورشة الميكانيك لوحدة البحث، حسب ما استفيد من مديرتها السيدة نشيدة قصباجي مرزوق. وأوضحت نفس المسؤولة أن هذا الجهاز سيوجه لتسخين الماء وتشغيل أجهزة التبريد بواسطة الطاقة الشمسية. واعتبرت هذا الاختراع بمثابة "تحد حقيقي" رفعه مسؤولو وحدة بواسماعيل، مضيفة أنه "منتوج جزائري مائة بالمائة تم صنعه بالتعاون مع شركاء جزائريين". ويتم تشغيل هذا الجهاز بواسطة الطاقة الشمسية باستعمال صفائح لالتقاط أشعة الشمس بسطح الوحدة المذكورة وجمعها في خزان خاص. وللعلم، فإن وحدة تطوير التجهيزات الشمسية تسهر على إعداد نماذج بحث في مجال الطاقة الشمسية في مجالات متنوعة مثل التبريد والتجفيف وإزالة الملح وتسخين الماء وطاقة الريح، حيث تضع في متناول المؤسسات العمومية والخاصة تجهيزات لتحويل الطاقات المتجددة بغرض الاقتصاد في استعمال الطاقة وتوفيرها وتحقيق التنمية المستديمة استنادا إلى المصدر ذاته. وتم في هذا الإطار توقيع عدة اتفاقيات بين وحدة بواسماعيل ومؤسسة نفطال لإنجاز تجهيزات شمسية من ضمنها محطة لإنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بطاقة 7 كيلووات. وقد توج هذا العقد بإقامة ست تجهيزات لتسخين الماء بواسطة الطاقة الشمسية على مستوى محطة نفطال "يلال" بولاية غليزان، حسب السيدة قصباجي التي أعلنت أنه سيتم قريبا إطلاق مشروع آخر لتوفير الإنارة عن طريق الطاقة الشمسية لفائدة 16 محطة لتوزيع البنزين تقع بمحور الطريق السريع شرق غرب. وعلاوة على إقامة التجهيزات الشمسية أضافت نفس المسؤولة أنه سيتم إبراز الجانب العلمي والقياسي للمشاريع الجاري إنجازها، حيث سيجري تزويد هذه المحطات بوسائل لتتبع كيفية عمل الصفائح الملتقطة للطاقة الشمسية في مختلف فصول السنة. من جهة أخرى، كشفت مديرة وحدة بواسماعيل عن إعداد مشروع آخر يوجد قيد الدراسة مع الديوان الوطني للأرصاد الجوية من أجل إقامة جهاز بوحدة البحث لقياس الشبكة الوطنية يسمح باستعمال معطيات الطقس لإنجاز نماذج لأجهزة التقاط الطاقة الشمسية. وفيما يخص الإتفاقية الموقعة مع الديوان الوطني للتطهير والمتعلقة بالإنارة الخارجية لمحطة معالجة وتطهير المياه المستعملة لشنوة أفادت السيدة قصباجي أنه سيجري قريبا تجسيد هذا المشروع الذي سيليه وضع جهاز نموذجي لتطهير المياه عن طريق استعمال الطاقة الشمسية. وتجدر الإشارة إلى أن وحدة تطوير التجهيزات الشمسية تضم نحو 60 باحثا موزعين بين قسمين يهتم أحدهما بتجهيزات التبريد ومعالجة المياه بواسطة الطاقة المتجددة فيما يعتني القسم الثاني بالطاقات المتجددة المتعلقة بمجالات الكهرباء والإلكترونيك والإلكتروميكانيك وصنع التجهيزات الشمسية والميكانيك والنجارة المعدنية بصفة عامة. أنشئت وحدة تطوير التجهيزات الشمسية سنة 1998 وهي تابعة لمؤسسة عمومية ذات طابع علمي وتقني ملحقة بمركز تطوير الطاقات المتجددة. وتتوفر على موقعين أحدهما ببواسماعيل (20 ألف م2) سيستفيد قريبا من أشغال توسعة من أجل إنشاء أرضية موجهة لاختبار التجهيزات، في حين سيخضع الموقع الثاني المتواجد بالحمدانية بشرشال والمتربع على 10.800 م2 لعملية لإعادة تأهيله بعد أن ظل مغلقا لأكثر من عشر سنوات.