يشد المشهد الموسيقي الجزائري الفتي رحاله ليلتقي بالجمهور البشاري و فرق و أخويات موسيقى الديوان بمناسبة تنظيم المهرجان ال9 لموسيقى الديوان الذي سيبدأ يوم 8 يونيو ويتواصل إلى غاية 13 من ذات الشهر بعاصمة الساورة (بشار). و يقترح الحدث الموسيقي السنوي لهذه المنطقة و المعروف باستقطابه لجمهور كبير متعطش للموسيقى و الاستكشاف خلال هذه الطبعة فرقا من مختلف مناطق البلاد على غرار "جماوي أفريقا" و "إفريقيا سبيريت" (روح إفريقيا) أو أيضا "الجاريست" ليلتقوا بعشاقهم من منطقة الجنوب الكبير. و ستفتتح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي ستكون ضيف شرف هذه الطبعة من المهرجان بملعب النصر مع فرقة "الأمل". و على غرار الطبعات السابقة سينظم المهرجان منافسات بين 12 فرقة من الديوان جاؤوا من منطقة وهران و شمال الصحراء و قسنطينة و البليدة الذين سيتنافسون على المراتب الثلاث الأولى التي تؤهلهم للمشاركة في المهرجان الدولي لموسيقى الديوان الذي ستحتضنه الجزائر العاصمة ابتداء من 25 يونيو. و ستستقبل خشبة المهرجان كما جرت عليه العادة الفائزون في الطبعة ما قبل الأخيرة فضلا عن فرق محلية تعرف نجاحا كبيرا في المنطقة و غيرها على غرار فرقة "السد". كما سينظم المهرجان بالموازاة مع العروض الموسيقية محاضرات ينشطها باحثون من المركز الوطني للبحث في عصور ما قبل التاريخ و الأنثروبولوجيا و التاريخ و كذا جامعيون و كذا معرض لآلات موسيقى الديوان. طاقات إبداعية كبيرة و غياب للإمكانيات و المرافق و عشية طبعته السادسة فان هذا المهرجان المعروف بتأثيره الكبير على الجمهور المحلي و دوره في اكتشاف المواهب الباحثة على البروز و النجاح يبقى برأي الملاحظين "مقتصرا" على المهمة الوحيدة المتمثلة في اختيار المرشحين للمهرجان الدولي لموسيقى الديوان بالجزائر. و يعود الفضل لخشبة ملعب النصر في اكتشاف مواهب شابة في موسيقى الديوان و التي رغم إمكانياتها الكبيرة لا زالت تعاني من اجل إيجاد فرص في "التكوين على الخشبة" أو "إصدار الألبومات" كما يامله الفنانون الفائزون من قبل في مهرجان بشار. في هذا الصدد يوصي عديد الملاحظين للساحة البشارية في موسيقى الديوان بإلغاء المنافسة و تعويضها بتاطير تلك المواهب الشبانية مع تنظيم المهرجان في تواريخ تتزامن مع توافد السياح الجزائريين إلى المنطقة من اجل إعطاء مزيد من الرؤية للفنانين. إلا أن المنظمين يرون أن الإمكانيات المادية المحدودة و نقص الهياكل والتجهيزات التقنية في الولاية يبقى المعرقل الرئيسي أمام تطوير صيغة أكثر ملاءمة لهذا المهرجان و بعث ديناميكية اقتصادية تجاه الساحة الثقافية. كما يذكرون بإلحاح أن هذا المهرجان يبقى الحدث الموسيقي الوحيد المخصص كليا لموسيقى الديوان فضلا عن كونه الموعد الفني الوحيد للمنطقة -ذات الإمكانيات السياحية الكبرى- التي تستقطب أعدادا كبيرة من الجماهير.