بالإرادة يتحقق المستحيل. هو ما يترجمه حال السيدة سبع فاطنة صاحبة 72 عاما من مدينة حاسي بحبح بولاية الجلفة التي تحدت الصعاب وتحررت من أميتها وواصلت دراستها حتى أصبح حلمها يعانق السماء عاليا لتترشح لنيل شهادة البكالوريا دورة يونيو 2015 من أجل اقتحام أسوار الجامعة. وقد التقت وأج بالمترشحة التي تجري امتحانات شهادة البكالوريا في شعبة آداب وفلسفة بمركز متوسطة بكاي مسعودة بعاصمة الولاية وكلها أمل في النجاح معبرة عن امتنانها لكل من كان سندا لها في مرحلة تخطى الأمية والتحرر و تقديم المساعدة وتنوير درب كل محتاج لسبيل العلم. وبمشاعر قوية وصلابة في التفكير وأملا غير منقطع تحدثك هذه السيدة التي لا تجحد خير من ساعدها ووقف إلى جانبها وعلمها الحرف وأصول اللغة والتحكم فيها في ظل جهود الدولة ممثلة في مركز محو الأمية الذي كان سبيلها وطريقها حتى أصبح حلم الجامعة أمرا غير بعيد المنال. وتروي السيدة فاطمة أن مسيرتها في التحرر من الأمية نالتها بفضل "محبة العلم والتحفيز من المحيط الأسري والسند ممن يؤمن بأن إدراك العلم وتحصيله لا يقاس بالعمر" حتى وإن بقت على الحياة في الدنيا مطية. وبقدر ما هي متشوقة وكلها أمل في النجاح وتخطي هذه الشهادة والدخول للجامعة وحلمها تخصص الشريعة تقول السيدة فاطنة للممتحنين في شهادة البكالوريا " بأن هذا الامتحان أمره جد عادي ولا دعي للتخوف وما على الممتحن إلا التحلي بالثقة والتركيز في الإجابة ليكتب النجاح بإذن الله لكل أبناء الجزائر الذين يبذلون قصارى جهدهم لتحصيل هذه الشهادة ". وأضافت ذات أن بعد تحررها من الأمية ومواصلة دراستها حتى مرحلة الثانوي عن طريق المراسلة زادها الشوق لاستكمال مسيرة العلم والمعرفة مشيرة و بنوع من الدعابة أن فيه من الأسرة الكريمة ممن يمتحن في هذه الدورة وهو ما يشكل فرصة تنافسية كما هو الحال مع الحفيدة التي تدرس في شعبة آداب ولغات أجنبية وقد عبرت عن ذلك بابتسامة عريضة على محياها. وقد أكد أحد المترشحين -- في العقد الثاني من عمره-- ممن صادف السيدة فاطنة سبع داخل مركز الإجراء بأنه اكتسب فيضا من الثقة في النفس لاسيما وأن قابل امرأة تحلت بالإرادة وقوة العزيمة وكلها أمل في "أن تنجح في امتحان جد عادي يصوره البعض أنه شبح" ولكنه ليس كذلك بقدر ما هو سبيل للوقوف على قدرات الممتحنين للولوج لمرحلة أخرى هي الجامعة. والجدير بالذكر أن السيد فاطنة سبع دخلت فصول محو الأمية في الموسم الدراسي 2008/2007 ونالت عديد التكريمات صنيع ما قامت به من أجل التحرر من محو الأمية وأن أصبحت وبفضل إرادة فولاذية نموذجا يقتدى به ونتاج سياسة رشيدة لإستراتيجية الدولة في محاربة ظاهرة الأمية.