يعرف البطيخ المبكر الذي يطلق عليه محليا "بطيخ الماء" أو (الدلاع) والذي يتم جنيه من الأراضي الفلاحية المنتشرة بجنوب ولاية غرداية ''تهافتا متزايدا" من قبل المستهلكين مع بداية شهر رمضان حسب ما لوحظ. ويتميز هذا البطيخ الكبير الحجم الذي يزرع بمناطق حاسي لفحل والمنصورة والمنيعة بجنوب الولاية بغرض ترويجه بالأسواق المحلية والوطنية بنضجه المبكر ومذاقه اللذيذ الذي يحبذه المستهلك. وقد أصبح البطيخ الفاكهة المنعشة سلطان مائدة رمضان لدى سكان غرداية لاسيما خلال فترة الحر الشديد التي تشهدها المنطقة في هذه الأيام والتي تصادف حلول شهر رمضان المبارك فضلا عن سكان مناطق أخرى بالبلاد. وقد بعثت زراعة البطيخ حركية اقتصادية واجتماعية كبيرة عبر مناطق جنوبغرداية حيث ساهمت في استحداث مناصب شغل لعديد شباب هذه المناطق. وبالنظر للطلب المتزايد على هذه الفاكهة الموسمية يلاحظ انتشار "واسع" للباعة المتجولون وملاك الشاحنات على مستوى الساحات العمومية لتسويق البطيخ المبكر لمنطقة حاسي لفحل. وقد احتل الباعة المتجولون مجموع الشوارع والأزقة فلا تكاد أي منطقة بغرداية تخلو منهم حيث يغزون منذ ظهور هذه الفاكهة وهم بالمئات الشوارع الرئيسية للمدينة التي أصبحت أماكن لترويج البطيخ الأحمر الذي يسوق بسعر 30 دج للكيلوغرام الواحد. وعرف بطيخ منطقة جنوبغرداية رواجا "واسعا" بالنظر لنوعيته الجيدة ومهارة منتجيه حيث يحظى بإقبال واسع من طرف المستهلكين المحليين والوطنيين مما دعا عديد المواطنين بحاسي لفحل للمطالبة بإقامة عيد سنوي للبطيخ. وقد تم تخصيص ما لا يقل عن 1.500 هكتار لزراعة البطيخ بولاية غرداية في إطار الموسم الفلاحي الجاري مقابل 1.200 هكتار غرست في الموسم الماضي في حين ارتفع المردود في الهكتار الواحد إلى60 طنا حسب ما أوضحت المديرية المحلية للمصالح الفلاحية. وهناك العديد من الفلاحين الذين يستثمرون في زراعة البطيخ بهذه المنطقة حيث توافد بعضهم من مناطق أخرى من البلاد على غرار ورقلة ومعسكر والبويرة وعين الدفلى خصيصا للإستثمار في هذه الشعبة حسب ما ذكر مدير القطاع علي بن جودي. وتتمركز عديد المساحات المخصصة لهذه الزراعة التي تتطلب الكثير من المياه والعناصر المغذية على مستوى المحيطات الموزعة على الشباب في إطار الامتياز الفلاحي والمؤجرة بأكثر من 150 ألف د.ج للهكتار حسب ما أوضحه السيد علي بن جودي. وتعتبر هذه الزراعة التي تمثل لعديد المزارعين مصدرا ماليا هاما بالنظر للعائدات الهامة التي تجنى من ورائها "شعبة واعدة" كما أشير إليه. وقد ظهرت زراعة البطيخ حديثا بولاية غرداية حيث تعود لسنة 2010 عندما خصصت مساحة قوامها 100 هكتار لهذه الشعبة الفلاحية حسب ما أوضح من جهته خالد وهو مهندس زراعي مشيرا إلى أن الظروف المناخية المميزة للمنطقة شجعت كثيرا على نجاح هذه الزراعة. وترتبط تنمية هذه الفاكهة من فصيلة القرعيات المنعشة والمطفئة للعطش بوجود مصدر هام للمياه المعدنية والجوفية المخزنة على مستوى الآبار إلى جانب التربة الساخنة الغنية بالأملاح المعدنية كما تمت الإشارة إليه.