أكدت مجلة الجيش في عددها لشهر أوت أن الجيش الوطني الشعبي يخوض حربا "لا تناظرية" ضد الإرهاب من حيث الوسائل والمناهج, مشددة على أهمية التحلي باليقظة والحذر. وجاء في إفتتاحية المجلة "يخوض الجيش الوطني الشعبي حربا لا تناظرية من حيث الوسائل والمناهج ضد الإرهاب,مما يفرض التحلي باليقظة والتزام القواعد المنصوص عليها في هذا المجال". "و في هذا المقام, لابد من التأكيد على أن الجريمة التي ارتكبتها العناصر الإجرامية مؤخرا بعين الدفلى لن تغطي عن الهزائم والضربات التي تلقتها هذه المجموعات الإرهابية ", تضيف المجلة, مذكرة أنه خلال الستة أشهر الأخيرة تمكن الجيش الوطني الشعبي من القضاء على مايزيد عن مائة (100) إرهابي وإسترجاع كميات معتبرة من الأسلحة والذخيرة. وبالنسبة لمجلة الجيش فإن العملية الاجرامية التي وقعت بعين الدفلى "لن تنقص من إرادة الجيش الوطني الشعبي و لن تثني من عزيمته على مواصلة مطاردة فلول الارهابيين, مستفيدا من تجربة عناصره و خبرتهم الميدانية في هذا المجال مع اتخاذ كافة الإحتياطات الأمنية اللازمة". وأشادت المجلة "بالهبة التضامنية للشعب الجزائري الموشحة بالمشاعر الدافقة مع أبنائه من الجيش الوطني الشعبي إثر هذا الإعتداء الإجرامي, مما زاده عزة و إفتخارا لإنتسابه إلى هذا الشعب الأبي المحب لوطنه". وفي نفس الإطار, أوضحت الإفتتاحية أنه "رغم تقاعس المجموعة الدولية ,واصلت الجزائر كفاحها ضد الإرهاب طيلة هذه المدة (منذ التسعينات), واستطاعت أن تنتصر عليه و هي الآن على درب القضاء النهائي على ما تبقى من هذه العناصر المجرمة", لافتة إلى أن الظروف السائدة في السنوات الأخيرة "ساعدت على انتشار الظاهرة إقليميا ودوليا, و تنقل الأسلحة بمختلف أنواعها في عدة مناطق من العالم لاسيما على حدودنا". و قد فرضت هذه الوضعية --تضيف المجلة-- على الجيش الوطني الشعبي "تحديات جديدة بإعادة الإنتشار على الحدود وإحكام السيطرة عليها لحمايتها ومنع كل محاولات التسلل المرتبطة بالإرهاب و الجريمة المنظمة والتجارة غير الشرعية للأسلحة ومختلف المواد". من جهة أخرى, ذكرت المجلة بزيارات التفتيش والمعاينة التي قام بها نائب وزير الدفاع الوطني ,رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي ,الفريق أحمد قائد صالح إلى مختلف النواحي العسكرية, خلال شهر رمضان الكريم, حين نبه بخطورة ظاهرة الإرهاب, داعيا القوات المسلحة إلى "التحلي بالحيطة والحذر حتى لا نعطي الفرصة للمجرمين لاقتراف فعلاتهم الدنيئة والاستفادة من الصدى الإعلامي الواسع". وذكرت المجلة بتأكيد الفريق قايد صالح على أنه "لا خيار لنا جميعا سوى رفع التحديات ومجابهتها داخليا وخارجيا و ذلك بمساهمة كافة القوى الحية في البلاد, تدعيما للجبهة الداخلية لتزداد قوة وصلابة وتمتين اللحمة الوطنية من أجل صون الوطن وتطهيره من المجرمين والمتطرفين وتحقيق الامن والاستقرار". على صعيد أخر, تطرقت المجلة إلى دور الإعلام الوطني في مكافحة الإرهاب "من خلال ضرورة التأكد من صحة المعلومة وتحري الحقيقة من مصدرها الرسمي والموثوق بعيدا عن التضخيم و التهويل كما وقع مؤخرا مع حادثة الشعبة بباتنة و التي كانت عبارة عن مناوشات تمت السيطرة عليها بشكل سريع حولتها بعض وسائل الاعلام التي تركض وراء السبق الصحفي الآني, لا سيما الالكترونية, قبل التأكد من المعلومة, إلى إنزال إرهابي ضخم واحتلال لمواقع في محيط الثكنة". "و نفس الامر بالنسبة لحادثة البويرة --تضيف المجلة--التي كانت فعلا معزولا لاعلاقة له بالإرهاب مطلقا, تناولته بعض وسائل الإعلام بشكل مغاير تماما للواقع و تحدثت عن اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن و الإرهابيين الذين أصبح البعض يصفهم ب+العناصر المسلحة+".