تم مساء يوم الثلاثاء بقصر الثقافة "مالك حداد" تكريم عائلة الفنانين الراحلين من شيوخ الزجل القسنطيني خلال القرن العشرين وذلكفي إطار معرض "من الأصوات إلى النوبة" المهدي للموسيقى العربية برسم تظاهرة " قسنطينةعاصمة الثقافة العربية 2015" . وكرمت دائرة التراث المادي والفنون الحية في محافظة التظاهرة بالمناسبةكل من الشيوخ عمر بوحوالة ومعمر بن راشي وعبد القادر تومي سياف وكذا خوجة بن جلولنظير عطاءهم الفني ومساهمتهم الفعالة في الحفاظ على التراث الفني القسنطيني ممثلافي الزجل والمالوف والمدائح من خلال تأطير عدد كبير من الموسيقيين والعازفين والمؤدينوبعضهم يصنعون حاليا مجد الفنون الغنائية القسنطينية. وقد تناولت طاولة مستديرة نظمت بالمناسبة مسيرة ومساهمات هؤلاء الفنانينالذين أطروا الزجل القسنطيني بوصفه أحد أهم الطبوع الغنائية التي تنفرد بها المدرسةالقسنطينية دون غيرها من المدارس الفنية الأخرى كما أوضح الباحث والموسيقى مليكمرواني منشط الطاولة المستديرة التي شارك فيها أفراد من عائلات هؤلاء الشيوخ. وقد تحدث الموسيقى مصطفى مسيمري عن الشيخ معمر بن راشي (1904-1989) بوصفهذو شخصية قوية مع تواضع وحكمة جمع بين "الموس"الذي كان يستعمله في الصناعة التقليديةللنحاس و" المحسوس" من خلال التراث اللامادي الموسيقى الذي خلفه حيث غنى الزجلوالمالوف والمدح وحتى الحوزي. وذكر نفس المتحدث بأن الشيخ محمد بن راشي يعد أول من صنع آلة "الدربوكة" بالنحاس كما يعرف عنه أنه لحن قصائد للشاعر الجزائري الكبير لخضر بن خلوف من غربالبلاد. من جهته كان الشيخ عمر بوحوالة (1889-1978) أحد أكبر حفظة الأزجال في شتىأنواعه وطبوعه ما جعله يحتل مكانة مرموقة باعتباره "معلما" في هذا الفن إذ تعلمعلى يديه الكثير من الشيوخ مثل حسونة علي خوجة ومعمر بن راشي. وقد اشتهر الشيخ-حسب قريبه كمال بوحوالة- بكونه "قاموسا في فنه" إذ كان يحفظ أزيد من 150 زجلاإلى جانب ممارسته لحرفة صناعة أحذية الرجال في ذلك الوقت. أما الشيخ تومي سياف عبد القادر (1906-2005) فقد شارك حسب تدخلات الحاضرينفي الوفد الجزائري الذي حضر سنة 1932 مؤتمر الموسيقى العربية بالقاهرة إلى جانبالعربي بن ساري لسعة مداركه الموسيقية. ولم يكن الشيخ الخوجة بن جلول (1908-1986) أقل شأنا من سابقيه إذ يعودله الفضل في انطلاقة مسار الفنان الكبير محمد الطاهر الفرقاني كمغن وعازف على المجموعةالغنائية التي أنشأت خلال أربعينيات القرن الماضي إلى جانب قدور درسوني والزواويفرقاني حسب عدد من الحضور. وأثنى منشطو الندوة بالمناسبة على الدور الكبير الذي لعبه هؤلاء الشيوخفي تواصل الإرث الغنائي القسنطيني وتواصل القيم الفنية المحلية والجزائرية لتصلالأجيال الحالية. وحسب منظمي معرض "من الأصوات إلى النوبة" والذي يمتد بين شهري يونيو ونوفمبر 2015 فإن هذه التظاهرة تسمح بإضافة أضواء كاشفة على الموسيقى العربية في شتى طبوعهاوفنونها من خلال تكريم شيوخ موسيقيين محليين عبر طاولات مستديرة وبالأخص أيضا منخلال معرض عصري يستعمل المعدات الحديثة للتعريف بهذه الإرث الحضاري العربي والإنسانيالغنائي التليد.