إقبال محتشم على معرض "النوبة تكريم الشيوخ " بقسنطينة إقبال محتشم يسجله معرض «النوبة تكريم الشيوخ» الذي رغم تمديد فترته إلى غاية التاسع من ماي المقبل لم يشهد زيارة مريدي الموسيقى الأندلسية مثلما كان متوقعا في مدينة تربى أولادها على تهويدة المالوف. المعرض الذي فتح أبوابه في الأسبوع الأول من شهر أفريل استقطب في بدايته اهتمام الفنانين و بعض الفضوليين ممن لم يفوتوا فرصة الاستفادة من رحلة مجانية إلى قلب تاريخ الموسيقى الأندلسية و الوقوف على أهم المحطات البارزة فيه و معايشة المشايخ في أجواء شاعرية ميّزها الديكور المحكم الذي جعل من المعرض أقرب إلى متحف فني موسيقي لما احتوته أجنحته المتعددة و التي تنوعت بين الجانب التاريخي و الفني فكانت كما جاء في مقدمة ملخص قائمة المعرض بمثابة سفر في عمق روح التراث الأندلسي و الذي من خلاله يمكن استنشاق سحر الألف عطر و عطر و الاستمتاع بحنين العود و الناي و غناء القيان اللواتي ينشدن أبياتا لفحول الشعراء. و بين حواضر الأندلس و أصول الموسيقى الأندلسية لفتت اللوحات التشكيلية و الجداريات و الصور النادرة لمشايخ الموسيقى الأندلسية بمدارسها الثلاث اهتمام البعض، و بالأخص الجناح المخصص لتاريخ هذا التراث العريق الذي ساهمت العناوين المختارة لكل حقبة زمنية أو لأهم المحاور المسلط عليها الضوء ضمن هذا المتحف المتنقل، في استقطاب اهتمام الزائرين الذين أعرب بعضهم عن إعجابهم بالمبادرة معتبرين فكرة تأسيس متحف موسيقي قار بمهد المدارس الموسيقية الثلاث بالأمر المهم للحفاظ على تراثنا الموسيقي الأصيل مثلما قال العازف مروان زياني الذي كان منهمك رفقة عدد من تلاميذه في قراءة ملخصا حمل عنوان»زرياب الأسطورة زرياب الموسيقي و الصوفي». و ذكر أحد المشرفين على المعرض بأن أكثر الزوار يتوقفون عند صور الفنانين و كذا تاريخ النوبة لما تضمنه هذا الجناح من معلومات علمية موسيقية مهمة عن النوبات الكاملة و النوبات الناقصة أو المفقودة، و جداول مقارنة قدمت توضيحات عن تسلسل النوبة الجزائرية و ما يوازيها من نوبات المغرب و تونس و ليبيا. كما جذب جناح المدارس و الشيوخ انتباه المهتمين بموسيقى المالوف و الصنعة لما برز من صور و بورتريهات لأهم المشايخ منهم الشيخ العربي بن صاري أحد رموز الصنعة بتلمسان، و الغوثي بوعلي صاحب كتابه المرجعي»كشف القناع على آلة السماع»الذي يبرز اهتمامه بالفقه و الموسيقى بوجه خاص. و لم يغفل المعرض الأسماء النسائية التي لمعت في سماء الموسيقى بتلمسان منها الشيخة طيطمة التي واجهت الجمهور و عمرها لم يتجاوز ال19سنة و أجادت العزف على آلة القويطرة. و قابلتها بالمدرسة العاصمية أيقونة التقليد الموسيقي العاصمي المعلمة يامنة التي سجلت نحو 500مقطوعة موسيقية. و خصص المعرض أيضا جناحا ثريا للوجوه الفنية القسنطينية التي تناساها الأجيال رغم دورها الفعال في إثراء و الحفاظ على مختلف أنواع الموسيقى القسنطينية و من تلك الأسماء البارزة الفنان بوحوالة المدعو فرد الطابية الذي يعتبر تجسيدا حيا لحشاشي قسنطينة و لنوع الزجل و الشيخ علي خوجة الذي كان له الفضل في تحسين ظروف حياة الموسيقيين اجتماعيا و ماديا و الفنان عمر شنوفي المعروف في الوسط الفني بشقلب و محمد بن جلون و ابراهيم العموشي الذي تم تكريمه منذ يومين و غيرهم من الأسماء التي قدمت الكثير للموسيقى الأندلسية كالراحل شيخ التومي و الدرسوني و الفرقاني... و كانت رئيسة دائرة التراث غير المادي و الكوريغرافيا المشرفة على معرض «النوبة.. تكريم كبار المشايخ»الذي حط رحاله بقسنطينة كثالث محطة له بعد تلمسان و العاصمة، قد كشفت للنصر عن استفادتهم من مخطوطات و كتب و تقسيمات موسيقية وصفتها بالنادرة بفضل تعاون عائلات لها باع طويل في فن الموسيقى الأندلسية ببلادنا ذكرت من بينها عائلة بوعلي من تلمسان. و قالت أيضا أن المعرض الموسيقي المجسد في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية سيستقر كمتحف لفن الموسيقى بعاصمة الزيانيين، و أنه بفضل ما حققه من تجاوب كبير من قبل المهتمين بتاريخ الموسيقى الأندلسية دفعهم للتفكير في إنشاء معارض قارة ليس فقط بتلمسان و إنما بكل من العاصمة و قسنطينة حسبها.