تولي الجزائر "أهمية بالغة" للاتفاق الذي سيتوج الندوة الأطراف في اتفاقية-إطار الأممالمتحدة حول التغيرات المناخية المزمع تنظيمها في ديسمبر بباريس، حسبما صرح به اليوم الأحد بالجزائر العاصمة ممثل من وزارة الشؤون الخارجية. وبمناسبة ندوة دولية حول التغيرات المناخية و دور التكنولوجيات الفضائية، صرح ممثل وزارة الشؤون الخارجية جهاد الدين بلقاس أن الجزائر تولي "أهمية بالغة ليكون الاتفاق المحدد للنظام المناخي العالمي لما بعد 2020 عالميا و متوازنا عقب الندوة". ويتعلق الأمر "باتفاق يقوم على القواعد و المبادئ العامة لاسيما المتعلقة بالإنصاف و مبدأ المسؤولية المشتركة بدرجات متفاوتة للأطراف و ذلك حسب مسؤولياتها التاريخية و وسائلها و قدراتها". ومن جهة أخرى، أوضح ممثل وزارة الشؤون الخارجية أنه يجب أن يولي هذا الاتفاق كذلك "أهمية مماثلة" لتقليص انبعاثات الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري و تكييف التغيرات المناخية مؤكدا أن "انشغال الجزائر على غرار البلدان الافريقية يكمن في بلوغ نظام مناخي يصون مصالح بلدان القارة و يستجيب لانشغالاتها". وأضاف أنه لا يجب أن يمثل هذا الاتفاق "عبء على التنمية الاجتماعية-الاقتصادية بل يجب أن يضمن للبلدان الافريقية الدعم الملائم من حيث التمويل و تحويل التكنولوجيا و تعزيز القدرات من أجل مكافحة ناجعة للآثار الوخيمة للتغيرات المناخية". وفي هذا الصدد، ما فتئت الجزائر تذكر بالدور الحاسم و المسؤولية التي تقع على عاتق البلدان المتقدمة من أجل احترام الالتزامات في مجال توفير وسائل التطبيق مما سيسمح باستعادة الثقة في النظام المتعدد الأطراف". وسجل من جهة أخرى، أن الجزائر "التي عانت من آثار التغيرات المناخية أطلقت برنامجا هاما يهدف إلى ترقية استعمال الطاقات المتجددة و النجاعة الطاقوية". وبعد أن ذكر كذلك بالتزام و مشاركة الجزائر في الجهد العالمي الهادف إلى تقليص الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري أشار السيد بلقاس أن الجزائر تولي "أهمية خاصة" للتنسيق و التعاون الإقليمي لاسيما في شمال افريقيا و الساحل. ومن جهته، أوضح ممثل مكتب الشؤون الفضائية للأمم المتحدة لوك سان بيير أنه "ليس هناك أية وكالة فضائية قادرة لوحدها على وضع قواعد متابعة مناخ الأرض". وفي هذا الصدد، ألح على "ضرورة وضع تنسيقية دولية لتحسين نظام رصد المناخ العالمي، موضحا أن مكتب الشؤون الفضائية يعمل في هذا الشأن. ستشهد أشغال الندوة الدولية حول التغيرات المناخية ودور التكنولوجيات الفضائية التي ستدوم ثلاثة أيام (4-6 أكتوبر) مشاركة خبراء من منطقة شمال افريقيا و الساحل-الصحراوي و الوكالات الفضائية و ممثلين عن منظمات إقليمية و مؤسسات أكاديمية و مؤسسات بحث و مؤسسات المجتمع المدني. تتناول الندوة التي تنظمها الوكالة الفضائية الجزائرية بالشراكة مع مكتب الشؤون الفضائية للأمم المتحدة موضوع "التغيرات المناخية حقيقة يجب اخذها في الحسبان في توجهات التنمية: النمذجة اداة الفضاء والتكيف". وستجري في جلسة علنية و ورشات و ستتوج بتوصيات.