شددت وزيرة التربية الوطنية, نورية بن غبريت, يوم الاثنين بالجزائر العاصمة على ضرورة دعم التعاون والشراكة مع قطاع الثقافة "لبناء البعد الثقافي والفني وتشجيع الابداع في المؤسسات التربوية". وأكدت الوزيرة خلال اجتماع مع وزير الثقافة, عز الدين ميهوبي, خصص لمناقشة كيفية اعداد برنامج تنفيذي لاتفاقية التعاون والشراكة التي أبرمت بين القطاعين في مارس الماضي على أهمية "بناء البعد الثقافي في المؤسسات التربوية باعداد برنامج تنفيذي للاتفاقية المذكورة وتجسيده على أرض الواقع". وينص هذا البرنامج التنفيذي --كما أوضحت السيدة بن غبريت-- على ضرورة ادراج نسبة 80 بالمئة من الادباء والمؤلفين الجزائريين في البرامج التربوية و اعداد برامج تكوينية في كيفية اختيار النصوص الادبية في الكتب المدرسية. كما يرمي الى "تنظيم زيارات ميدانية للمتمدرسين في المتاحف والمواقع الاثرية والتاريخية وتطوير النشاطات الفنية في الوسط المدرسي كالمسرح والسينما والموسيقى والرسم". وأوضحت الوزيرة أنه سيتم خلال هذا اللقاء مناقشة كيفية مشاركة قطاع التربية في الصالون الدولي ال20 للكتاب (27 اكتوبر-7 نوفمبر) من خلال تنظيم محاضرات و استفادة المتمدرسين من زيارات ميدانية للمعرض و كذا تنظيم ورشات للكتابة بمشاركة مؤلفين جزائريين. ومن جهة أخرى تطرقت السيدة بن غبريت إلى اشكالية نقص الاساتذة في مادتي الموسيقى والرسم, داعية الى تعميم تدريسهما على مستوى كل المؤسسات التربوية. وأعلنت في هذا الاطار عن الشروع حاليا في اعداد نص قانوني بالتنسيق مع وزارتي التربية و الثقافة والوظيف العمومي يقضي بتوظيف مختصين في الموسيقى و الرسم لجعل المادتين في نفس المستوى مع كل المواد المدرسة. وأفادت في هذا الاطار بتوفر 1532 منصب شغل في مادة الموسيقى و220 منصب اخر ما زال شاغرا و 2321 منصب شغل في الرسم و321 بقي شاغرا. من جهته اكد وزير الثقافة على أهمية ادماج البعد الثفافي في المنظومة التربوية, مشددا في هذا الاطار على ضرورة إدراج الادب الجزائري في البرامج التعليمية "خاصة وأن الادب الجزائري يكاد يكون حاليا شبه غائب في التعليم". وأبدى الوزير استعداده لتشكيل لجنة مشتركة تضم أدباء وناشرين وكذا أساتذة لمنحهم فرصة الاطلاع على الادب الجزائري, مذكرا بان المكتبة الوطنية تتوفر على حوالي مليوني كتاب, مقدرا عدد العناوين التي تطبع سنويا ما بين 6 و7 الاف عنوان في كل المجالات من بينها نسبة تفوق 50 بالمئة في مجال الادب. ودعا السيد ميهوبي الاساتذة الى خلق جسر تواصل مع المؤلفين والادباء والناشرين للتمكن من اختيار النصوص الادبية التي تدرس في مختلف الاطوار التعليمية. كما الح الوزير على ضرورة "تقريب التلميذ من وسائل المطالعة", مذكرا بأن قطاعه أعطى تعليمات لكل المكتبات على المستوى الوطني بتقديم لكل طفل متمدرس بطاقة انخراط في المكتبة بالمجان بالتنسيق مع مديريات التربية. كما شدد على اهمية تنظيم ندوات بمشاركة ادباء وكتاب ومثقفين لخلق نوع من التواصل المباشر مع الطفل و المؤلف وتحفيز الابداع والمعرفة في المدرسة الجزائرية.