تم يوم الثلاثاء تسمية مقر الفوج الثاني للنقل ومراقبة المرور للناحية العسكرية الثانية بالسانية (وهران) باسم الشهيد بلقاسم حدادين المدعو "لحبيب". وقد أشرف على مراسم التسمية نائب قائد الناحية العسكرية الثانية اللواء مصطفى سماعلي مصطفى الذي أبرز في كلمة ألقاها بالمناسبة أن تسمية هذا الهيكل جاء تطبيقا لقرارات الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي لتخليد الشهداء الأبرار. كما أكد اللواء سماعلي مصطفى أن إطلاق أسماء الشهداء على الهياكل العسكرية بإقليم الناحية العسكرية الثانية على غرار باقي النواحي هو "تشريف كبير لهذه الهياكل ولكنه أيضا تكليف ومسؤولية ضخمة تتطلب من أفراد الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني بذل المزيد من التضحيات للمحافظة على أمانة هذا الشهيد ورفقائه". وذكر بأن الشهيد بلقاسم حدادين هو "أحد أولائك الشرفاء الذين أدوا واجبهم كاملا فكتب الله لهم الشهادة وللجزائر السيادة ومن باب الوفاء لهم أن نتذكرهم ونخلدهم خاصة و نحن على أبواب إحياء الذكرى ال 61 لثورة التحرير المباركة". ويعتبر هذا الشهيد الذي ولد في 5 سبتمبر 1926 بوهران من رواد الحركة الوطنية حيث ناضل في صفوف حركة انتصار الحريات الديمقراطية ثم في حزب الشعب الجزائري مما جعله من المناضلين الأوائل التابعيين للمنظمة السرية. وقد أصبح رئيس مصلحة البريد لوهران في 1946 ليكون مهندسا لأول خطوة في الهجوم التاريخي على مقر البريد بوهران سنة 1949. وعند اندلاع الثورة التحريرية كان بلقاسم حدادين مقيما بفرنسا حيث انخرط هناك في جبهة التحرير الوطني. وفي 1956 عاد إلى الجزائر ليبدأ في نشاطه مرتديا الزى الديني النصراني لتمويه المستعمر لمساعدة الفدائين وتزويدهم بمعلومات هامة عن أماكن تواجد العدو وكذا لنقل الأسلحة وتقديمها للفدائيين. وفي يوم 29 ديسمبر 1961 تم اختطاف الشهيد بلقاسم حدادين فوجد مقتولا بعد تعرضه إلى تعذيب جسدي رهيب حيث عثر عليه بثياب ساعي البريد لتبقى القصة الكاملة حول اغتيال هذا الرمز حبيسة أرشيف فرقة الدرك الفرنسية حسبما جاء في النبذة التاريخية حول نضال هذا الشهيد. كما تميز حفل التسمية الذي حضره السلطات المحلية ورفاق الشهيد بتقديم هدايا لممثلي عائلة الشهيد وتسليم لهم درع الفوج الثاني للنقل ومراقبة المرور. ومن جهتها عبرت إبنة الشهيد ليلى حدادين عن شكرها الجزيل لرئيس الجمهورية والسلطات العسكرية معتبرة بأن تسمية هذا الهيكل للجيش الوطني الشعبي فخر كبيرا وشرف أكبر.