إصطدم منظمو منافسات الطبعة الاولى لرالي راد "تحدي الصحراء" الدولي (2-7 نوفمبر) بواقع مغاير تماما لتوقعاتهم، بعد ان واجهوا معطيات وحقائق جديدة و العدد الهائل للافراد "الغرباء" في حلهم وترحالهم في سباقات المراحل الستة، الامر الذي أثر وبصفة جلية على مجريات الحدث الرياضي. وأول المعطيات "غير المتوقعة"، أن مسؤولي الاتحادية الجزائرية للرياضات الميكانيكية "وجهوا الدعوة ل300 شخص، فوجدوا أنفسهم يتعاملون مع "حوالي 1200 شخص"، غالبيتهم ليس لهم أي علاقة بالرالي، فكان من العسير جدا غربلتهم و التخلي عن تأطير وتنظيم المنافسات" حسب ما صرح به ل"واج" رئيس الاتحادية بلول شهاب. وظهر جليا للعيان، ان نقص الخبرة والتخطيط في هذا المجال "خان" القائمين لى شأن التظاهرة الرياضية الدولية، فكان لزاما عليهم الخروج بهذا الرالي الى بر الامان وبأقل الاضرار وهو واقع تفهمه بعض المشاركين الأجانب وتكونت لديهم قناعة ان المنظمين "اجتهدوا فلم يصيبوا". وباستثناء التغطية الامنية لوحدات الدرك الوطني، سواء في تسهيل مرور المتسابقين داخل المدن أو التدخل للاسعاف والاجلاء الطبي عن طريق المروحية عند وقوع اي طارئ في عمق الفيافي والمراقبة الجوية التي كانت في المستوى ونجاح كل التدخلات للبحث عن التائهين من خلال تسيير شبكة أجهزة تحديد التموقع عن بعد عبر الساتل (جي بي اس)، فإن المنافسات تميزت بعدة نقائص تنظيمية ولوجيستيكية. ولعل استعانة الفديرالية بأشخاص، "تنقصهم الكفاءة وغير مؤهلين ولايحسنون حتى التنسيق فيما بينهم في تسيير زخم الرالي، زاد الطين بلة، فلم يوفوا بوعدهم"، فهم يعلنون عند كل اجتماع للمشاركين (ليلا)، ان التموين بالوقود سيضمن في نقاط طرق معينة، الا انك لا تجده في اليوم الموالي في هاته النقاط ومن المتسابقين من انتظر اربع ساعات في الصحراء ليصله الوقود. وفي كل مرة يعلن الرسميون للجميع ان الانطلاقة ستكون صباحا على الساعة السابعة ولاتعطى اشارته الا على الساعة الحادية عشرة، ثم يلغى او لا يشاهدها الصحفيون على غرار ماحدث في المرحلتين الاخيرتين (لبيض سيد الشيخ بالبيض-الاغواط و الاغواط-الجزائر العاصمة). وبخصوص المعلومة التي يبحث عنها الصحفيون، فحدث ولاحرج ،حيث سرعان ما تخلى المنظمون عن مكلف بالاعلام والاتصال كانوا قد استعانوا به سابقا، فوجد رجال الاعلام صعوبات كبيرة لاستيقاء المعلومات والاخبار، وإن وجدوها فهي متضاربة وليست لها اي مصداقية. وما عدا سباق المرحلتين الثانية والثالثة من الاغواط الى تيميمون ثم لبيض سيد الشيخ، فان باقي المراحل لم يشاهد الصحفيون إشارة انطلاقها ولم تقدم لهم اي معلومات رسمية وشفافة عن نتائجها الفنية. مناظر صحراوية خلابة تخفف الضغط على المشاركين وقال المتسابق الجزائري ،الدولي فوضيل علاهم، "اظن ان مسؤولي الفديرالية كلفوا اشخاصا ليست لديهم الكفاءة ولايحسنون ادارة المنافسات. الراليات الدولية يشرف عليها اشخاص متطوعون ومؤهلون في نفس الوقت ولا يتقاضون اي مقابل مادي لانهم يعشقون هذه الرياضة ويعملون المستحيل لانجاح استحقاقاتها الكبرى". وبالنسبة له فرالي "تحدي الصحراء" تم بعثه من جديد منذ تأسيس اتحادية الرياضات الميكانيكية وكان مناسبة للمشاركين فيه للتمتع بالطبيعة الصحراوية الخلابة. "مغامرته افادتني كثيرا ودعمت معنوياتي بغض النظر عن ظروف الايواء والغذاء وأشياء أخرى." وقدم رئيس اتحادية الرياضات الميكانيكية "اعتذاراته للجميع عن النقائص المسجلة والتي كانت ظاهرة للعيان، متعهدا في نفس الوقت ان تكون الطبعة المقبلة احسن من هذه. وقفنا عند النقاط الايجابية والسلبية واستخلصنا الدروس. نقص الخبرة خاننا لكننا اكتسبناها في نفس الوقت." وأضاف، "استضفنا 125 اجنبي استمتعوا بالاجواء الصحراوية ومناظرها في ظروف امنية جيدة سعيا لترقية صورة الجزائر. الجزائريون الحاضرون في هذه السفرية هم ايضا اكتشفوا الجزائر العميقة" مشيرا الى ان رالي الجزائر "حقق نسبة نجاح تتراوح بين 50 الى 60 بالمائة. نفتخر بانه منتوج جزائري رفعنا تحديه." واختتمت مساء امس السبت منافسات هذا الحدث الرياضي بمشاركة 125 متسابق يمثلون -بالاضافة الى الجزائر- ستة بلدان اجنبية وهي هولندا، رومانيا، الولاياتالمتحدةالامريكية، ايطاليا (اكبر عدد من المشاركين)، ليبيا وفرنسا. وقطع المتنافسون مسافة 1770 كلم (1210 كم على ارضية ترابية وكثبان و560 كم على طريق معبد)، مقسمة الى ست (6) مراحل بين الجزائر العاصمة و الاغواط، الاغواط - المنيعة، المنيعة- تيميمون، تيميمون- لبيض سيد الشيخ (البيض)، لبيض سيد الشيخ-الاغواط و الاغواط -الجزائر العاصمة، حسب ما جاء في الرزنامة التي اعدتها الاتحادية المعنية ووزعت نسخ منها على الصحفيين.