ألقى الوزير الاول السيد عبد المالك سلال يوم السبت بجوهنبسورغ كلمة خلال اجتماع رؤساء دول و حكومات منتدى التعاون الصيني-الإفريقي هذا نصها : فخامة السيد الرئيس جاكوب زوما, فخامة السيد الرئيس كسي جينبينغ, السيدات و السادة رؤساء الدول و الحكومات, فخامة السيد بان كي مون الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة فخامة السيدة نكوزازانا دلاميني-زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي, السيدات و السادة, اسمحوا لي أن أبلغكم التحيات الاخوية لفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و تمنياته لكم بالنجاح و كذا تهانيه الحارة إلى رئيسي المنتدى فخامة السيد جاكوب زوما و فخامة السيد كسي جينبينغ على المبادرة الممتازة التي اتخذاها بعقد هذا الاجتماع الرفيع المستوى في وقت يدخل فيه التعاون بين إفريقيا والصين مرحلة نوعية جديدة وتعرف فيه الرزنامة الدولية من اجل التنمية انطلاقة جديدة. السيدات و السادة, بما ان منتدى التعاون الصيني-الإفريقي قد بلغ مرحلة النضج، يمكننا القول بان خمسة عشرة سنة من الشراكة المهيكلة حققت إلى حد كبير النتائج المتوخاة .لقد تضاعف حجم المبادلات التجارية بعشرين مرة منذ سنة 2000 و أصبح التعاون العلمي والتقني والثقافي حقيقة ملموسة كما أن تواجد المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة و الصينيين في منطقتينا قد بلغ اوجه. و هذا يعني أن إفريقيا و الصين بصدد تجسيد تطلع قديم قدم الصداقة التي تربط منطقتينا ألا و هو تقريب الشعبين الإفريقي و الصيني. لقد بات بالإمكان ملاحظة الآثار الايجابية لهذا التقريب يوميا من خلال العلاقات السياسية الممتازة و إن هذا لمن دواعي الارتياح بالنسبة للجزائر. و فيما يخص إفريقيا فلقد استطاعت القارة تدريجيا إيجاد طريق النمو بفضل إصلاحات جريئة و حكامة مجددة مستلهمة من تصور و فلسفة مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا (النيباد) التي أصبحت برنامجا اقتصاديا و اجتماعيا للاتحاد الإفريقي. فإفريقيا اليوم، مثلها مثل الصين، من بين مناطق النمو النادرة في العالم.و من اجل تنويع و دعم هذا النمو الاقتصادي, فقد استلهمنا الاطار التوجيهي من أجندة الاتحاد الافريقي للنمو لسنة 2063 و مخططه التنفيذي العشاري 2016-2025 لا سيما برنامج تطوير البنية التحتية القاعدية في إفريقيا و البرنامج المفصل لتنمية الفلاحة في إفريقيا. و يمكن اتمام هذا الإطار , عند الضرورة , بالمعايير المتضمنة في الأهداف ال17 للتنمية المستدامة التي أقرتها الأممالمتحدة في سبتمبر 2015 ضمن أجندة التنمية لأفق 2030. السيدات و السادة, إذا كانت تنمية التدفقات التجارية بين منطقتينا هدف تم إدراجه في إطار تعاوننا فإننا نجد أنفسنا اليوم عند عتبةّ مرحلة نوعية جديدة ستسمح بالتأكد ما إذا كانت التجارة تستطيع أن تصبح محركا للنمو من خلال تشجيع الاستثمار و تحويل التكنولوجيا و تقاسم المعارف والمهارة. وهذا يتطلب بالطبع نشاطات منسقة ومنتظمة للتوسع ولاقامة مشاريع مشتركة تحتل فيها الضمانات القانونية المتبادلة لمتعاملينا مكانة هامة. ان وفدي مرتاح لكون مشروعي بيان و مخطط عمل جوهانسبورغ يجسدان هذه المقاربة.فعشية إطلاق مخطط عمل جوهانسبورغ, أود أن أدعو المتعاملين الاقتصاديين الصينيين و الأفارقة في قطاعات النشاط المتعددة إلى اغتنام فرص الأعمال التي يتيحها لهم المنتدى. والحكومة الجزائرية التي باشرت انجاز برنامج رئاسي هام للتنمية للفترة 2014-2019 تؤكد لهم أنهم سيجدون في الجزائر الدعم و التسهيلات التي يحق لهم انتظارها من شريك مقتنع بمواءمة خيار التعاون جنوب-جنوب و الآفاق الواعدة التي يتيحها. السيدات و السادة, إن العلاقة بين التنمية الاقتصادية و السلم و الأمن تشكل أحد المبادئ التي تقوم عليها شراكتنا. الجزائر التي تعرب عن امتنانها للصين على مساهمتها في وضع الهندسة الإفريقية للأمن تغتنم فرصة هذه اللقاء لإبراز خطورة التهديد الذي يشكله الإرهاب على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للقارة و على استقرار الدول و المجتمعات المستضعفة بل و حتى على مستقبلها. ان مكافحة الإرهاب و التطرف العنيف يجب أن تحظى بأولوية كبيرة في إطار مخطط عملنا الثلاثي لجعلها حقيقة عملية في منطقتينا. فالصين و إفريقيا مطالبتان بتكثيف التنسيق و التشاور في المحافل الدولية للقضاء على هذه الآفة و هذا التهديد الدائم على مسار التنمية. و أخيرا لا يفوتني أن أتقدم لحكومة جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة باسم الوفد الذي يرافقني و باسمي الخاص بجزيل الشكر و الامتنان على حفاوة الاستقبال الذي حظينا به منذ وصولنا إلى مدينة جوهانسبورغ الرائعة.