دعا الوزير الأول عبد المالك سلال يوم السبت بجوهانسبورغ المتعاملين الاقتصاديين الصينيين و الأفارقة الى اغتنام فرص الأعمال التي يتيحها لهم منتدى التعاون الصيني الافريقي مؤكدا لهم دعم الجزائر في إطار التعاون جنوب- جنوب. في تدخله خلال المنتدى الصيني الافريقي المنعقد بجنوب افريقيا صرح السيد سلال الذي يمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في هذا اللقاء قائلا "عشية إطلاق مخطط عمل جوهانسبورغ, أود أن أدعو المتعاملين الاقتصاديين الصينيين و الأفارقة في قطاعات النشاط المتعددة إلى اغتنام فرص الأعمال التي يتيحها لهم المنتدى" و أضاف قائلا أن "الحكومة الجزائرية التي باشرت انجاز برنامج رئاسي هام للتنمية للفترة 2014-2019 تؤكد للصينيين و الأفارقة أنهم "سيجدون في الجزائر الدعم و التسهيلات التي ينتظرونها من شريك مقتنع بمواءمة خيار التعاون جنوب-جنوب و الآفاق الواعدة التي يتوفر عليها". اعتبر الوزير الأول أنه "إذا كانت تنمية التدفقات التجارية بين إفريقيا و الصين هدف مدرج في إطار تعاوننا فإن المنطقتين تجدان نفسهما اليوم عند عتبة مرحلة نوعية جديدة ستسمح بالتأكد من أن التجارة قد تكون محرك النمو من خلال تشجيع الاستثمار و نقل التكنولوجيا و تقاسم المعارف والمهارة وهذا يتطلب برأي السيد سلال نشاطات منسقة و منتظمة تحتل فيها الضمانات القانونية المتبادلة لمتعاملينا مكانة هامة". و أعرب السيد سلال عن ارتياح وفده مشروعي بيان و مخطط عمل جوهانسبورغ يجسدان هذه المقاربة". السلم و الإستقرار من أهم العوامل المؤسسة للشراكة الصينية الإفريقية و بعد أن أشار إلى العلاقة بين التنمية الاقتصادية و السلم و الأمن تشكل إحدى المبادئ التي تقوم عليها هذه الشراكة أكد السيد سلال "امتنان" الجزائر للصين على مساهمتها في وضع الهندسة الإفريقية للأمن. و أضاف أن الجزائر "تود أن تغتنم فرصة هذه اللقاء لإبراز خطورة التهديد الذي يشكله الإرهاب على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للقارة و على استقرار بل و حتى على مستقبل الدول و المجتمعات المستضعفة". و استطرد بالقول "أننا نرى أن مكافحة الإرهاب و التطرف العنيف يجب أن يحظى بأولوية كبيرة في إطار مخطط عملنا الثلاثي لجعلها حقيقة عملية تمتد لتشمل منطقتينا". و أكد في سياق متصل أن الصين و إفريقيا مطالبتان بتكثيف التنسيق و التشاور في المحافل الدولية من اجل القضاء على الإرهاب الذي "يشكل تهديدا دائما على مسار التنمية". و اعتبر أن هذا المنتدى يأتي في الوقت الذي دخل فيه التعاون بين إفريقيا و الصين "مرحلة نوعية" كما تعرف خلاله الأجندة الدولية "انطلاقة نوعية". و قال الوزير الأول أنه "بما أن منتدى التعاون الصيني-الإفريقي قد بلغ مرحلة النضج يمكننا القول بان خمسة عشرة سنة من الشراكة المهيكلة حققت إلى حد كبير النتائج المتوخاة". و ذكر في نفس السياق أن "أن حجم المبادلات التجارية قد تضاعف بعشرين مرة منذ سنة 2000 مشيرا إلى أن التعاون العلمي و التقني و الثقافي أصبح "حقيقة ملموسة". و أضاف أن " تواجد المتعاملين الاقتصاديين الأفارقة و الصينيين بكلا المنطقتين قد بلغ أوجه و هذا يعني كما قال أن إفريقيا و الصين بصدد تجسيد طموح قديم قدم الصداقة التي تربط منطقتينا و هو تقارب الشعبين الإفريقي و الصيني". و أضاف أن "الآثار الايجابية لهذا التقارب يمكن ملاحظتها يوميا من خلال العلاقات السياسية الممتازة و هذا لمن دواعي الارتياح بالنسبة للجزائر". و قال أن " إفريقيا تمكنت تدريجيا من إيجاد طريق النمو بفضل إصلاحات جريئة و حكامة مجددة مستلهمة من رؤية و فلسفة النيباد الذي أصبح برنامجا اقتصاديا و اجتماعيا للاتحاد الإفريقي". و أضاف إفريقيا و على غرار الصين تعد اليوم من بين مناطق النمو النادرة في العالم".