افتتحت اليوم الثلاثاء بالمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب بالجزائر العاصمة دورة تكوينية حول "تحليل الاستعلام العملياتي" تحت إشراف خبراء من الشرطة الألمانية لفائدة دول منطقة الساحل و الصحراء،سعيا لتقوية قدرات الدول الإفريقية في محاربة الإرهاب. وقال رئيس وحدة قاعدة البيانات والتوثيق بالمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، السيد عامر دحماني - في كلمة له خلال افتتاح الدورة التكوينية- أن هذه الدورة الخامسة تمثل بالنسبة لمفوضية الإتحاد الإفريقي والحكومة الألمانية "فرصة جديدة هامة في إطار مجهوداتهما المشتركة من أجل تقوية قدرات الدول الإفريقية في محاربة الإرهاب". وتستهدف هذه الدورة التكوينية في الأساس، دول مسار نواكشوط، الذي أطلقه الإتحاد الإفريقي بهدف تعزيز تبادل المعلومات والأمن على الحدود وتعزيز قدرات مصالح الأمن والمخابرات في منطقة الساحل وتدعيم التعاون الإقليمي عبر تفعيل الهندسة الإفريقية للسلم والأمن الخاصة بمنطقة الساحل. وتستهدف أيضا هذه الدورة التي ستمتد على مدى تسعة أيام، دولا من مسار جيبوتي الذي تم التوقيع عليه سنة 2008 بين الحكومة الفيدرالية الانتقالية في الصومال و التحالف من أجل إعادة تحرير الصومال. علما أن مسار جيبوتي تم التوصل إليه بفضل جهود دولية مشتركة بما فيها الأممالمتحدة و الإتحاد الإفريقي و الإتحاد الأوروبي و الولاياتالمتحدة. وذكر السيد دحماني أن الإرهاب والجريمة المنظمة لا يزالا يشكلان تهديدا على السلم والأمن في القارة السمراء، خاصة في المنطقة الساحلية-الصحراوية، مشددا على أهمية "تثمين الجهود التي رصدها مسار نواكشوط". وقال أن "الأحداث التي تعرفها دول الساحل حاليا، مثل تسلل العناصر الإرهابية في الأوساط المدنية، خاصة في المناطق الحدودية تؤكد على أهمية تسريع وتعميق وتوسيع أنظمة جمع المعلومات والاستعلام". وأضاف أن هذه الأنظمة "يجب أن تسهل اتخاذ القرار في الوقت المناسب من أجل فعالية أكبر في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة". ومن جهته، قال سفير ألمانيابالجزائر، السيد لانجنتال غوتز، الذي أشار إلى أن هذه الدورة تهدف إلى تدعيم الكفاءات فيما يتعلق بمحاربة الشبكات الإرهابية أن تنظيم مثل هذه اللقاءات يؤكد دعم ألمانيا للمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، في إطار التعاون بين الشرطة الألمانية والمركز الذي انطلق نشاطه سنة 2006. وشارك في هذه الندوة قرابة الثلاثين ضابطا، من 11 دولة تتمثل في الجزائر، الكامرون، كوت ديفوار، كينيا، مالي، موريتانيا، النيجر، الصومال، تونس، والمركز المشترك لتبادل الاستعلامات لدول المؤتمر الدولي لمنطقة الساحل الإفريقي.