تجاوب عشاق الفن الرابع سهرة أمس الخميس بباتنة مع مسرحية (إمنوكال) أو الشاب صاحب القرار الصائب لمسرح قسنطينة الجهوي التي كانت أول عرض يدخل المنافسة في المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الناطق بالأمازيغية الذي تحتضنه مدينة باتنة من 23 الى غاية 31 ديسمبر الجاري. وإستمتع الحضور الذي غصت به قاعة مسرح باتنة الجهوي كالعادة بالعرض الذي كان سفرا ممتعا حسب أغلب الذين تحدثت اليهم وأج في عمق نوميديا من خلال قصة صحفية شابة تقبل دعوة صديق لها وهو مهندس معماري لزيارة ضريح ماسينيسا وهناك تجد نفسها وهي تستمع اليه وسط سيل غامر من المعلومات ترحل من خلالها ذهنيا الى تلك الحقبة التاريخية. ويتبين من المسرحية أن الزمن يتوقف بالصحفية يوم وفاة الأقليد النوميدي العظيم ماسينيسا وتحضر جنازته ومراسم دفنه لكنها تحت وطأة التأثر الشديد بالحادثة تدخل في مواجهة مع جنود رومان الى حد المخاطرة بحياتها. وتستفيق الصحفية من ذهولها وتعود الى الواقع لكن رحلتها الى اغوار نوميديا تعطيها دفعا وأصرارا على الإهتمام أكثر بهذه الحضارة وتاريخها لأنها كما تقول قبل إسدال الستار على المسرحية "هي جزء لا يتجزأ من هويتنا". وأعرب الكثير ممن تابعوا العرض بان إمنوكال ومنهم هشام النوي (طالب في قسم اللغة الأمازيغية بجامعة باتنة ) حملت الكثير من الجماليات الفنية التي أعطت قوة للمسرحية. ورأى آخرون بأن الممثلة فرياك ياسمين التي أدت دور الصحفية كانت العنصر الفاعل في العرض وأضفت حيوية كبيرة على الخشبة الى جانب اللوحات الكوريغرافية للفنان رياض بروال التي أعطت حسب لامية نواري طالبة جامعية ومهتمة بالمسرح مسحة خاصة للمسرحية. ورأى من جهته الأستاذ جمال نحالي أستاذ في قسم الأمازيغية بجامعة باتنة بان المهرجان فرصة سانحة لطلبة هذا القسم من أجل إثراء لغتهم لاسيما وأن العروض المقدمة تمثل الأمازيغية بمختلف متغيراتها. وتعد إمنوكال التي كتب نصها عيسى رداف وصمم عرضها كريم بودشيش أول عرض بالأمازيغية لمسرح قسنطينة الجهوي الذي انتجها خلال سنة 2015 لدخول منافسة المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الناطق بالأمازيغية في طبعته السابعة الذي تشارك فيه 6 مسارح جهوية و3 فرق مسرحية. وسيكون عشاق الفن الرابع مساء اليوم الجمعة في السهرة الثالثة من التظاهرة على موعد مع مسرحية "موح تري" لفرقة المسرح الجهوي لبجاية.