شكلت العملية النموذجية الخاصة بالفرز الانتقائي من المصدر للنفايات المنزلية أبرز عملية بقطاع البيئة بوهران في عام 2015. وقد استفاد حيان يقعان في الجهة الشرقية من مدينة وهران (عدل مشتلة وعقيد لطفي) من هذه العملية الرامية إلى المساهمة في تحسين تسيير النفايات المنزلية وتشجيع إعادة رسكلة النفايات الصلبة بعاصمة الغرب الجزائري. وتم تنفيذ العمليتان من قبل مديرية البيئة بالشراكة مع مكتب وهران للمنظمة غير الحكومية العالمية "ار 20 ميد" (البحر المتوسط) المهتمة بالبيئة. وتشكل مبادرة الفرز الانتقائي من المصدر للنفايات المنزلية "الحلقة الأولى في سلسلة لاسترجاع المنتجات القابلة لإعادة الرسكلة وإعادة الاستخدام"، كما قال السيد رشيد بسعود مدير مكتب وهران "ار 20 ميد". وقد سمحت هذه العملية النموذجية بجمع أكثر من 200 طن من النفايات القابلة لإعادة الرسكلة (البلاستيك والزجاج والمعادن والورق و الورق المقوى) منذ إطلاقها في أبريل الماضي بهذين الحيين اللذان يقطن بهما حوالي 000 40 ساكن. ويسعى منفذو الفرز الانتقائي الذين أشادوا بالنتائج المتحصل عليها إلى تعميم العملية عبر جميع البلديات. ويتم كل يوم نقل نحو 200 1 طن من النفايات المنزلية من مختلف بلديات وهران إلى مركز الدفن التقني لحاسي بونيف كما أشار السيد بسعود الذي أوضح أن "التخفيض من حجم النفايات الموجهة للدفن يمر حتما بتثمين النفايات القابلة لإعادة الرسكلة". وأضاف يقول: "الوضعية الحالية لتسيير النفايات تستدعي اليوم اهتمام جميع الجهات الفاعلة لترقية الفرز الانتقائي للنفايات باعتباره فعل مواطنة". ويستند المسعى المتبع في هذا الاتجاه على عمل الإعلام والتربية والتحسيس بشأن إعادة رسكلة النفايات المنزلية والممارسات البيئية لدى عامة الناس و وكذا الأساتذة و الطلاب وأعضاء الجمعيات ومسيري الأحياء باعتبارهم فاعلين في إنجاز المشروع. ويمكن للتحسيس حول ممارسة الفرز الانتقائي أن يغير سلوك المواطنين في جانب تسيير النفايات المنزلية و التقليص من الحجم الموجه إلى مركز الدفن التقني لحاسي بونيف. -- إعادة الرسكلة مجال واعد -- سيحفز التعميم التدريجي للفرز الانتقائي عبر أحياء أخرى و بلديات أخرى بولاية وهران الشباب الحاملين للمشاريع على الاستثمار في مجال الاسترجاع و إعادة الرسكلة وبالتالي السماح بخلق فرص عمل جديدة. ويتمثل الرهان الأساسي للمسعى الذي يعتمد أيضا على تنشيط ورشات موضوعاتية لفائدة مختلف الفاعلين في العمل التحسيسي "في تنمية الاقتصاد الأخضر وحماية البيئة مع استخدام أفضل للموارد". ويستفيد المتعاملون الاقتصاديون والمهندسون بالهيئات الشريكة من جهتهم من ورشات تقنية حول مختلف عمليات إعادة الرسكلة مثل الطريقة الخاصة بإنتاج السماد العضوي المشتق من معالجة النفايات العضوية والخضراء. وذكر مدير مكتب وهران "ار 20 " في هذا الصدد بأنه تم إنجاز محطة نموذجية لإنتاج السماد و التي تم تشغيلها على مستوى مركز الدفن التقني لحاسي بونيف منذ عدة أشهر بهدف تثمين البقايا العضوية والخضراء الناتجة من نفايات سوق الجملة للكرمة (الفواكه والخضروات) وعمليات تقليم الأشجار التي تقوم بها الجماعات المحلية. وقد شكلت الرهانات الاقتصادية و البيئية في نوفمبر الماضي موضوع ورشة عمل وطنية للتكوين أكد خلالها المتخصصون أن تثمين النفايات العضوية والخضراء يسمح بتحسين خصوبة الأراضي الزراعية. وبالإضافة إلى الفرز الانتقائي و إنتاج السماد بادر مكتب "ار 20 ميد" وشركائه بثلاثة مشاريع رئيسية أخرى تخص تطوير نظام المعلومات الجغرافية لتحسين تسيير النفايات وإنجاز الإنارة العمومية التي تعتمد على الأعمدة الكهربائية من نوع "لاد" المقتصدة للطاقة و إنشاء قطب للبناء الإيكولوجي الذي يدمج الجانب البيئي و اقتصاد الطاقة في قطاع البناء. وتندرج هذه العمليات ضمن العمليات الكبرى التي تجسد الاتفاقية-الإطار للشراكة التي وقعت في يونيو 2013 من قبل الوزارة الجزائرية المكلفة بالبيئة و المنظمة غير الحكومية "ار 20".