قدم اليوم الاثنين بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة العرض الأولي للفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج عبد الرحيم العلوي "ذاكرة الأحداث" الذي تناول فيه التضحيات الجسام التي قدمها الفنانون الجزائريون في تسعينيات القرن الماضي ضد الظلامية والتطرف الديني. ويقدم العمل على مدى 110 دقائق صورة مصغرة لعالم الفنانين البائس والمقاوم في جزائرالتسعينيات من خلال قصة عزالدين (عبد الله عقون) وهو صحفي من مدينة سطيف يحضرلاقتباس مسرحية "تارتوف المحتال" للمسرحي الفرنسي موليير رفقة أعضاء فرقته المسرحية الهاوية غيرأن الإغتيال يكون مصيره في النهاية. هي قصة عزالدين وزوجته يسرى (آمال وهبي) وأمه مريم (فريدة صابونجي) وأولاده وبعض أصدقائه الذين يختلفون في مهنهم اليومية ولكنهم يشتركون جميعا في هوايتهم للفن الرابع وإصرارهم على أداء عملهم المسرحي الذي يندد ب"النفاق الديني" وهذا على الرغم من التهديدات اليومية للإرهابيين. وقد شارك أيضا في أداء هذا العمل نخبة من الممثلين على غرارشافية بودراع وفوزي صايشي ومصطفى برور وزهرة حركات وجمال حمودة ونسيمة شمس والذين وإن أبدوا نوعا من الإنسجام في أداء الأدوارإلا أن الفيلم شابته بعض النقائص الفنية التي جعلته أقرب إلى الفيلم التلفزيوني منه إلى العمل السينمائي رغم اعتماد المخرج على فنانين كبار. وجاء هذا العمل السينمائي الأول لعبد الرحيم العلوي متواضعا في الطرح نوعا ما وضعيفا في السيناريو كما تميزبالإستعمال المفرط للغة المسرحية غيرأن التأثيرفي المشاهد كان في كل الأحوال حاضرا لتناول الفيلم لجوانب إنسانية مليئة بالتساؤلات الوجودية. لقد أشاد المخرج في عمله هذا -الذي اشترك في كتابة السيناريوله كل من المخرج واحمد بن كاملة- بروح المقاومة التي ميزت كثيرا من الفنانين آنذاك من الذين أبوا إلا أن يصمدوا بفنهم أمام همجية المتطرفين منددا من جهة أخرى بإلإرهاب الذي أودى بحياة العشرات منهم في حين أن البعض الآخر رحل في صمت ونسيان من الكل. وكرم المخرج من خلال الفيلم عددا من أبرز وجوه الثقافة في الجزائرالذين طالتهم أيادي الإرهاب على غرارالمسرحيين عبد القادرعلولة وعزالدين مجوبي والصحفي والشاعرالطاهرجاووت وعدد من أعمدة متحف السينما الجزائرية على غرارأحمد حسين وبوجمعة كارش. وكانت للمخرج عدة أفلام وثائقية بينها "الجزائرفي القلب" الذي أنتج في 2009. فيلم "ذاكرة الاحداث" -الذي صور ما بين 2013 و2014- من إنتاج الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي (لارك) وقد قام بتنفيذ الإنتاج مؤسسة "ب. أل. فيلمز". ولم يكشف عن الميزانية التي خصصت لهذا العمل.