أبى عدد من تلاميذة مصطفى بن دباغ, أحد رواد الفن التشكيلي, الذي رحل في 2006, الا وأن يكرموا أستاذهم في معرض جماعي أقيم يوم الثلاثاء بالمتحف الوطني للزخرفة والمنمنات وفن الخط, يضم أزيد من 40 عملا فنيا في فن الزخرفة التي برع فيها بن دباغ كثيرا. ولم يمنع اختلاف الآفاق الفنية للمبدعين المشاركين من أمثال الفنان التشكيلي, داود محمد صادق وجاب الله سعيد وكربوش علي وأجاووت مصطفى وغيرهم التقاء هؤلاء في نقطة مشتركة تجلت في تأثرهم بمعلمهم, كما ظهرذلك في مختلف الأعمال التي كانت حاضرة في أجنحة المتحف. فجاءت التقنية التي عمل بها الفنانون متنوعة, حيث اختلفت بين الزخرفة على الخشب وعلى الخزف وكذا على الورق, باستعمال أسلوب واحد تميزبه الفنان التشكيلي, وهو الاعتماد أعمال تظهر الورود والطيوربألوان مشعة مليئة بالحيوية بالاضافة الى الزخرفة الفارسية والاسلامية التي تأثربها الفنان بن دباغ. الفنان التشكيلي, سعيد جاب الله, أحد تلاميذة مصطفي بن دباغ في 1971, بمدرسة الفنون الجميلة, يقر بان معلمه هو من ألهمه أفكارا والتي بفضلها افتتح اليوم ورشة لتعليم أجيال هذا الفن, وتضم الورشة 30 متربصا. كما يعترف الفنان التشكيلي المتخصص في الزخرفة وكذا التزيين على الخشب, داود محمد صادق, بجميل معلمه في تصريح لوأج, حيث يقول أن "الفنان بن دباغ الذي تعلمت على يديه في 1954 كان معلما مخلصا ومتقنا لعمله, شديد الحرص على المحافظة على التراث الجزائري". عائلة الفنان بن دباغ التي كانت حاضرة في افتتاح هذا المعرض التكريمي, ناشدت من جهتها وزير الثقافة, عزالدين ميهوبي, الذي أشرف على تدشين المعرض العمل على اخراج هذه الشخصية الفنية من طي النسيان وترميم بيته المتواجد في سيدي رمضان بحي القصبة العتيق. وبالمناسبة طالب الوزير, الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية, بمعاينة منزل الفنان التشكيلي والقيام بعدها بتهيئة وعملية الترميم, مناشدا أيضا عائلة الفنان باظهارأعماله ونقلها الى متحف ليتطلع عليها الجمهور. وستدوم فعاليات هذا المعرض المخصص للفنان االتشكيلي مصطفى بن دباغ الى غاية 26 مارس 2016. يعد مصطفى بن دباغ, الذي ولد في 5 سبتمبر 1906 بحي القصبة العتيق, أحد رواد الفن التشكيلي الجزائري. ويتنمي الفنان الى عائلة فنية تميزت بالحرفة التقليدية. تتلمذ الفنان على يد الفنان التركي دلاشي عبد الرحمن ودرس فن صناعة الخزف كما برع في فن الزخرفة منذ صغره. أسس جمعية "شمال افريقيا للفنون الزخرفية" التي كانت مقرا للنضال الوطني ابان الثورة التحريرية, الى جانب العمل الفني. وبرزت الاعمال الفنية لمصطفى بن دباغ في العديد من المعارض التي أقامتها الجمعية, بمارسيليا في 1922 وشيكاغو في 1933. توفي الفنان التشكيلي, مصطفى بن دباغ في يناير 2006.