التزم المشاركون في مشروع "مناخ الجنوب" أمس الأربعاء ببروكسل بتعزيز التعاون الإقليمي حول التغير المناخي، قصد تمكين المقررين من إعداد استراتيجيات التكيف مع التغير المناخي و التقليل من تأثيراته. و ألحت البلدان المشاركة المجتمعة للمرة الثالثة منذ إطلاق المشروع سنة 2013 من بينها الجزائر على تعزيز التعاون القائم مع الاتحاد الأوروبي و بين الشركاء فيما بينهم. و في هذا السياق دعا المسؤول الأول للمشروع بيرناردو سالا إلى "التزام أساسي" لبلدان المنطقة في صالح مكافحة تغير المناخ و تقليص انبعاث الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري قصد الحفاظ على الحوض المتوسط "و هي إحدى المناطق الأكثر تضررا" بالتغير المناخي. و جدد ممثل المفوضية الأوروبية في الاجتماع دعم الهيئة التنفيذية للاتحاد لهذه المبادرة (مشروع مناخ الجنوب) متأسفا "لغياب التعاون" بين بلدان المنطقة لمكافحة هذه الظاهرة بفاعلية. و أوضحت السيدة غالية بن زيوش المكلفة بمشروع مناخ الجنوب بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية أن "المشروع يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين الاتحاد الأوروبي و جيرانه المتوسطيين للجنوب و بين البلدان الشريكة فيما بينها (جنوب-جنوب) في مجال التكيف مع التغير المناخي و التقليل من تأثيراته" . و حسب السيدة بن زيوش، الأمر يتعلق أساسا "بدعم تقني" لإعداد و تطبيق استراتيجيات و أدوات "التقليل من تأثيرات التغير المناخي و التكيف مثل الاستراتيجيات الوطنية للتكيف و استراتيجيات التنمية ذات الانبعاثات القليلة للكربون و أعمال ملائمة للتقليل من تاثيراته و المراقبة و خاصة تطوير عمليات الجرد الوطنية للغازات المتسببة في انبعاثات الغاز. و أوضحت أنه "قبل اتفاق باريس حول المناخ كانت النشاطات التي باشرتها دول الضفة الجنوبية للمتوسط من أجل مكافحة التغيرات المناخية طوعية. و حاليا يتعلق الأمر بالتزام لا بد من احترامه مما يفسر ضرورة تعزيز قدراتنا على مكافحة هذه الظاهرة". و أشارت إلى تنظيم منتديات تكوين و لقاءات جهوية في إطار هذا المشروع الرامي إلى ترقية التعاون الاتحاد الأوروبي-جنوب و جنوب-جنوب على مستوى الخبراء بمشاركة العالم الجامعي و المجتمع المدني في مجال التكيف مع التغيرات المناخية و الحد من آثارها. و نظم مشروع "المناخ في الجنوب" الذي يموله الاتحاد الأوروبي في نوفمبر المنصرم تكوينا لفائدة الديوان الوطني للأرصاد الجوية للجزائر حول موضوع الحد من آثار المناخ تحضيرا لدراسات حول انعكاسات التغيرات المناخية على حرائق الغابات. و أشارت السيدة بن زيوش إلى أن المنتدى تناول موضوع التغيرات المناخية و الحد من أثارها مضيفة أن موظفي الديوان الوطني للأرصاد الجوية حضروا ندوات نظمت حول مواضيع محددة سيما تطبيق نماذج مناخية اقليمية. و استرسلت قائلة أنه "سيتم تطوير هذا النشاط بفضل التعاون بين الديوان الوطني للارصاد الجوية و المديرية العامة للغابات (الجزائر) بحضور تقنيين قصد تقييم آثار التغيرات المناخية على أخطار نشوب حرائق الغابات في الجزائر". و يتمثل الهدف الرئيسي لمشروع مناخ الجنوب في تحسين استفادة أصحاب القرار و الإدارة و خبراء الدول المشاركة في سياسة الجوار الأوروبية من الممارسات الجيدة و من تشريع الاتحاد الأوروبي في الدول المستفيدة من المشروع و باقي مناطق العالم في مجال التغيرات المناخية.