الشهيد الحافظ (مخيمات اللاجئين الصحراويين) - دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون, يوم السبت بالشهيد الحافظ بمخيمات اللاجئين الصحراويين الى ضرورة إيجاد حل يفضي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي. و أكد السيد بان كي مون في تصريح للصحافة عقب لقائه بالرئيس الصحراوي و الامين العام لجبهة البوليساريو, محمد عبد العزيز, و أعضاء الحكومة الصحراوية انه "لم يتم إحراز اي تقدم حقيقي في التوصل الى حل يكون دائما و عادلا" و يفضي الى "تحقيق مصير الشعب الصحراوي و ذلك ما طالب به مجلس الامن منذ سنة 2004". وأشار الامين العام للامم المتحدة بأن هدفه الاول من زيارته للمنطقة هو "من أجل تقييم الامور والاطلاع عليها شخصيا ليتسنى له تقديم مساهمته الشخصية تجاه جهود التوصل الى حل", معربا عن سعيه للدفع بمسار التسوية الاممي, سيما وأن المحادثات التي أجراها مع قيادة البوليساريو "قد خرجت بعناصر جيدة في هذا الصدد". وأوضح السيد بان كي مون بأن هذه الزيارة ستسمح له للوقوف على سير عمل بعثة المينورسو بمخيمات اللاجئين الصحراويين و زيارة موقع الفريق ببئر لحلو الى جانب الاطلاع ايضا على العمل الممتاز الذي يقدمه الفريق القائم على نزع الالغام في ظل ظروف صعبة. و يتوقع بان كي مون ان يقوم ايضا بزيارة المينورسو بمنطقة العيون المحتلة قريبا. و شكلت هذه الزيارة فرصة - كما أضاف من جهة اخرى- للوقوف على معاناة اللاجئين الصحراويين. مشيرا الى "انها أحد المأسي الانسانية المنسية في عصرنا هذا وبأن مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف هي من اقدم المخيمات في العالم". و عبر السيد بان كي مون عن حزنه الشديد "لرؤية أسر صحراوية مزقت اواصرها لفترة طويلة من الزمن" مبرزا رغبته للفت انتباه العالم لهذا الشعب و معاناته المنسية, مؤكدا ان هذه الحالة "تبقى غير مقبولة". و قال السيد بان كي مون أن "ما أحزنني فعلا هو الغضب الذي شهدته لدى الكثيرين من هذا الشعب الذي أمضى 40 عاما و هو يعيش في ظروف صعبة جدا و يشعر بأن العالم قد نسيه و نسي قضيته", مشيرا الى أن الاممالمتحدة ستعمل ب"شكل اكبر من أجل استئناف الحوار و توفير الدعم لكل اللاجئين". و وجه الأمين العام للأمم المتحدة رسالة حث من خلالها المانحين الدوليين من أجل مضاعفة دعمهم لهذا الشعب المنسي و لتوفير له الحياة الاساسية و تحسين اوضاع الشعب الصحراوي الذي يعيش حالة انسانية "حرجة جدا", حيث هناك -كما أكد- "حاجة ملحة للتعليم الجيد و لخدمات المياه و الصرف الصحي و الغذاء و مصدر الرزق". و في هذا الصدد قال بان كي مون "سأعقد قريبا في جنيف اجتماعا للهيئات المانحة المقدمة للمساعدات, كما سأعقد للمرة الاولى في تاريخ الاممالمتحدة المؤتمر العالمي الانساني في شهر ماي المقبل بأسطنبول و الذي سيكون فرصة لمناقشة هذا الدعم الانساني و ذلك ينطوي على تسوية أمور و حالة من شردوا من اللاجئين للسنوات طويلة كما نشهده هنا". و حظي الامين العام الاممي باستقبال جماهيري حار بمخيم السمارة حيث عبر عن اعجابه بالترحيب الحار الذي لقيه من قبل المواطنين الصحراويين الذين جاؤا باعداد كبيرة لاستقباله هو و كذا الوفد المرافق له. كما تحادث السيد بان كي مون مع ممثلين عن الشباب الصحراوي, حيث تعهد لهم ب"العمل على ايجاد حل يمكن الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير". "جئت هنا لاقف بنفسي على الامور و الاحوال في هذه المنطقة من العالم و كانت نيتي أن أبدأ بزيارة مخيم السمارة و الالتقاء بأطفال المدراس و الحركة الشبانية", يقول بان كي مون. كما رحب بدعم و إيمان الشعب الصحراوي بمبادئ الاممالمتحدة و التزامه باحكام القوانين الدولية, داعيا المجموعة الدولية لعقد العزم على وضع حد لهذه المعاناة و تسوية النزاع و ذلك خدمة لتحقيق مستقبل افضل للشعب الصحراوي. للاشارة فقد توجه السيد بان كي مون عقب محادثاته بالشهيد الحافظ و توقفه بالسمارة, الى الاراضي الصحراوية المحررة, أين سيزور مقر بعثة المينورسو ببلدة بئر لحلو و لقاء مسؤولين صحراويين.