نظمت مديرية الشباب و الرياضة لولاية تيزي وزو الجمعة الفارطة جولة سياحية راجلة بمنطقة واسيف على المسار الرابط بين تقمونين و أث عبد اللالي مرورا بتاليتات (يد اليهود) في أعماق جبال جرجرة على مسافة 20 كلم. وشارك في هذه الجولة السياحية التي انطلقت بمجرد طلوع أشعة الشمس وانقشاع الضباب زهاء ال300 شخص حيث كانت نقطة الالتقاء بمفترق الطرق لقرية تقوناتين. ومع إطلاق صفارة لوناس مزيان المكلف ببرنامج الجولة بمديرية الشباب والرياضة المحلية المنظمة لهذه التظاهرة حتى تجمع الكل حوله شارحا لهم مسار الجولة و مقدما في ذات الوقت نصائح للمشاركين من أجل جولة راجلة دون حوادث حاثا إياهم على إتباع المرشدين الذي تموقعوا في كل من المقدمة و وسط و خلف الموكب مع الحرص على التهيكل في مجموعات. كما كان أعوان الحماية المدنية لوحدة واسيف حاضرين في هذه الجولة للسهر على المشاركين متفرقين هنا و هناك للتدخل عند حدوث أي طاريء شأنهم شأن المؤطرين التابعين لدور الشباب الساهرين كل على فوجه الخاص به. وانطلق المشاركون في أجواء منعشة حيث جبل تاللة و جبال الصخرية تهيمن على المشهد الذي زادته الثلوج المغطاة رونقا و جمالا. ويتجلى لك مظهر قرى كل من تقمونين و زكنون و تكيشورت و بوعبد الله و أيت عباس في شكل سلسلة جبلية متناسقة. وتولى المرشد فريد شلواو موظف ببلدية واسيف وعضو بجمعية أصدقاء جرجرة مهمته على أكمل وجه من خلال تقديمه لمعلومات جد ثرية عن تاريخ المنطقة و ما تحويه من ثروات نباتية. وذكر المتحدث للمشاركين أن ثمرة الفاكهة المعروفة محليا بأفوجيل تستعمل برفقة الخضروات في تحضير الكسكس "أمقفول" المعروف بالمنطقة. شلالات و كهوف و مناظر تسحر الناظر و أنت تتجول من هذا المسار و بعيدا عن الرتابة يسحرك منظر الشلالات و الكهوف و المناظر السياحية الخلابة حيث اكتشف المشاركون سحر النهر الذي امتلأ بسبب ذوبان الثلج و الشلالات الغناء و كذا الكهوف المنحوتة من الصخر. كما أثارت إفري سمدهان (الكهف البارد) فضول المتجولين حيث صرح العديد منهم أنهم و مع هذه المناظر الخلابة ليسوا بحاجة لا إلى هاتف أو أنترنت مؤكدين أنهم حملوا هواتفهم سوى لالتقاط هذه الصور الجميلة. كما عبر آخرون ممن سلبتهم المناظر الخلابة عن فرحتهم لمشاركتهم في هذه الجولة التي كانوا يرونها فقط على شاشة التلفاز. "لم نكن نعتقد أن نشاط كهذا ينظم ببلادنا كنا نشاهد هذه النشاطات فقط على شاشة التلفاز و كنا نغير من شباب البلدان الأخرى و الآن ليس لدنيا مع نحسدهم عليه"، يضيف آخرون . ملاك بين المجموعة مرفوقة بوالدها الصغيرة بسمة بوجهها البهيج كانت تدخل الفرحة والسرور على كبار السن. و خلال توقف قصير تحت ظل صخرة بعيدا عن الثلج الناصع وتحت أشعة الشمس نزعت حذائها وجواربها لتعيد لبسها لمواصلة رحلتها دون أن تشتكي من شيء. واستطاعت بفضل حملها لعصا أن تتقدم بدون أن تسقط. ولم يلبث أن تلاشى خوفها وترددها بفضل تشجيعات الكبار "أنت قوية أكثر منا نحن سقطنا وأنت لم تسقط" حينئذ استعادت بسمة عصاها وتابعت طريقها بكل شجاعة بدون أن تتخلى على القارورة التي ملأتها بالثلج لتكون لها ذكرى. و يتابع رجال الحماية المدنية لوحدة واسيف الراجلين باهتمام وبفضل يقضتهم مستعدون للتدخل في أي وقت وحين وهم يقدمون أيديهم إليهم لمساعدتهم على عبور الأماكن الصعبة ولاقت هذه التصرفات الشكر من قبل الراجلين على تلك المساعدة و الاهتمام بهم. و وصل الراجلون إلى قرية أث عبد اللالي التابعة لبلدية أيت بومهدي وهم يحملون صورا جميلة في ذاكرتهم ومتشوقون للرجوع إليها من جديد.