لم يكن المدرب لطفي عمروش الذي عين بصفة مؤقتة، يدرك بأنه سيعيش مغامرة فريدة من نوعها على العارضة الفنية لمولودية الجزائر، فريقه الدائم الذي لعب له انطلاقا من الأصناف الصغيرة وصولا للأكابر، والذي يحلم إهداءه كأسه الثامنة بمناسبة النهائي الذي سيجمعه بنصر حسين داي، يوم الأحد (سا 30ر16) بملعب 5 جويلية (الجزائر). و عين عمروش الذي كان يشرف على فريق صنف أقل من 18 سنة خلال الموسم الماضي، و المدافع السابق لأكابر مولودية الجزائر (2000-2004)، بداية الموسم الجاري مديرا فنيا للفئات الشبانية خلفا لبوعلام لعروم. ولم يكن خريج المعهد العالي للعلوم و تكنولوجية الرياضة يتمنى أحسن سيناريو من الذي يعيشه حاليا ليبدأ مشواره كمدرب شاب على أعلى مستوى. عن هذه المغامرة الشيقة يقول عمروش ما يلي : "في رأسي، كنت مكلفا بالإشراف على المولودية خلال تنقلها إلى وهران أمام الجمعية المحلية فقط بعد اقالة مزيان إيغيل من العارضة الفنية، لكن الثقة التي وضعها في الرئيس السابق، عاشور بتروني شجعتني على مواصلة المهمة، كوني ابن المولودية و ليس بإمكاني التنكر لفريقي الدائم، ولو أني أعلم مسبقا بأني سأجازف كثيرا بتسيير ناد من حجم العميد الذي يعيش ضغطا يوميا و رهيبا". هذه الوضعية كلفت أصحاب اللونين الأحمر و الأخضر بالتواجد في وضعية صعبة في البطولة. فبمباراة زائدة، أبناء حي باب الوادي ليسوا في مأمن من مفاجأة غير سارة نهاية الموسم الجاري، كونهم يتوفرون على فارق خمس نقاط فقط عن أول فريق مهدد بالسقوط ويتعلق الأمر بسريع غليزان. في المقابل يعرف المدرب الشاب مشوارا أكثر بريقا في منافسة الكأس والذي يتناقض تماما مع مشوار البطولة، والدليل على ذلك يوجد النادي العاصمي العريق على بعد 90 دقيقة فقط (أو أكثر) من تتويج ثامن ليعادل بذلك رقم كل من وفاق سطيف و اتحاد الجزائر، الفريقين الأكثر تتويجا بالمنافسة الشعبية. النجمة الساطعة ويرى الملاحظون بأن مشوار مولودية الجزائر في كأس النسخة الحالية لم يكن مليئا بالأشواك، حيث واجهت قبل مجيء عمروش ناديين من الأقسام السفلى و هما اتحاد وهران (قسم ما بين الجهات) ثم اتحاد بسكرة (قسم الهواة)، قبل أن تواجه خلال عهدة المدرب عمروش فريقا واحدا من الرابطة المحترفة الأولى وهو سريع غليزان. في الدورين ربع و نصف النهائي، لم تجد المولودية صعوبة كبيرة في تخطي عقبة كل من أمل غريس (ما بين الجهات) و اتحاد تبسة (هواة). لكن عمروش يعتبر بأن كل الفضل في هذا المشوار يعود للاعبين، خاصة و أن المنطق قلما يتم احترامه في منافسة الكأس، هذا ما جعل التقني الشاب للعميد يؤمن إيمانا راسخا بالنجمة الساطعة، ولم يكن نقص تجربته في مثل هذه المواعيد ليقلل من طموحاته. عن هذه المباراة يطمئن ابن حي باب الوادي قائلا : "سيلعب النهائي على تفاصيل دقيقة حيث سيكون العامل البسيكولوجي حاسما في مثل هذه المباريات. نجاحنا في تقديم أداء مشرف في الداربي العاصمي أمام اتحاد الجزائر و عودتنا في النتيجة بعد ان كنا منهزمين بهدفين لصفر، من شأنه أن يحدث الدكليك المنتظر الذي كنا نبحث عنه منذ مدة ليست بالقصيرة". و يريد المدرب عمروش الذي لم يتمكن من فرض نفسه في تعداد مولودية الجزائر حيث كان في أغلب الأحيان قابعا على كرسي الاحتياط، الثأر لهذه الوضعية على طريقته. ويختم التقني الشاب الذي بدأ يحس بثقل الضغط مع اقتراب موعد النهائي قائلا: "أريد الفوز بهذه الكأس من أجل الأنصار، وكوني ابن أحد معاقل مولودية الجزائر، أدرك جيدا قيمة هذه الكأس لدى أنصارنا خاصة و ان الفريق خيب كل آمالهم في منافسة البطولة".