تندرج مسألة الطفولة والشباب في صلب برنامج التعاون بين منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" و الجزائر حسبما أفاد به ممثل هذه الهيئة مارك لوسي بمناسبة إطلاق الحملة الوطنية للاتصال حول العنف المرتبط باستعمال الأطفال للأنترنت. وأشار السيد لوسي خلال هذا اللقاء المنعقد سهرة أمس الاثنين بوهران بمقر الجمعية ذات الطابع الاجتماعي والثقافي "صحة سيدي الهواري" الى أن شريحتي الطفولة والشباب توجدان في قلب التعاون بين اليونيسف والجزائر حيث تم إعداد برنامج جديد لخمس سنوات (2016-2020). وأبرز ممثل اليونيسف بأن الحملة التحسيسية ضد مخاطر استعمال الانترنيت بدون مراقبة الأولياء تندرج في سياق هذا البرنامج مذكرا بأن ثلث مستعملي الانترنيت في العالم هم أطفال. "يعد الأنترنت وسيلة رائعة للتعلم و الحصول على المعلومة ولكنه في نفس الوقت أيضا فضاء يتضمن أخطار الأمر الذي يقتضي من الأولياء مرافقة أبنائهم في اكتشاف واستعمال هذه الأداة" وفق ذات المتحدث. وقد أعدت منظمة اليونيسف بالتعاون مع وزارة التضامن الوطني و الأسرة و قضايا المرأة برنامج اتصال حول العنف المرتبط باستخدام الأطفال للانترنت. وترمي هذه العملية من خلال العديد من الدعائم وقنوات الاتصال إلى وضع تحت تصرف العائلات الجزائرية المعلومات المفيدة من أجل حماية أفضل للأطفال وتحسيس الأطفال نفسهم حول مخاطر الأنترنت بدون مراقبة الأولياء. وقد انعقد هذا اللقاء بحضور مسئول من وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة حسين عبد الحكيم الذي أوضح بأن الحملة حول مخاطر الانترنيت سشتكل محل نشر واسع لدى الأطفال والشباب خلال موسم الاصطياف الجاري. "تمتد الحملة خصوصا إلى مراكز العطل و الترفيه وستتواصل أيضا على مستوى المؤسسات التربوية ابتداء من الدخول المدرسي المقبل" كما ذكر السيد عبد الحكيم الذي يشغل منصب نائب مدير بالوزارة مكلف ببرامج التضامن حيال المراهقين والشباب في أوضاع صعبة. كما حضر العديد من الشباب و الأولياء مراسم انطلاق الحملة التي تميزت أيضا بمشاركة بطلة إفريقيا والجزائر في الجيدو وسفيرة النوايا الحسنة لليونيسف سليمة سواكري التي شددت بدورها على أهمية المراقبة من قبل الأولياء. وبعد التذكير بانه قد تم وضع برنامج للمراقبة مجانا تحت تصرف الأولياء من قبل اتصالات الجزائر أوصت سليمة سواكري "بمراقبة الوقت الذي يمضيه الأطفال وهم يستعملون الانترنت لكي يتسنى لهم ممارسة نشاطات بدنية". "إن تخصيص كل الوقت الفارغ في استخدام الانترنيت يمكن ان يكون مصدر خطر على الصحة مما يتطلب من الأولياء السهر على أن لا يقضي الأبناء كل الوقت أمام الشاشة" كما اقترحت ذات البطلة. وتشهد هذه المبادرة مشاركة عدة هيئات شريكة أخرى على غرار وزارات العدل والاتصال والبريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال والشؤون الدينية والأوقاف وكذا مصالح الدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني ومتعامل الهاتف النقال "موبيليس". ويكمن سبب اختيار مقر جمعية "صحة سيدي الهواري" لإطلاق الحملة في الديناميكية الكبرى التي تميز نشاطات هذه الجمعية في مجال الإدماج المهني للشباب بعد تكوينهم ضمن مدرستها الورشة المخصصة للمهن التقليدية في البناء. وقد سبق لهذه المدرسة وأن استقبلت زهاء 500 شابا ممن لم يتمكنوا من مواصلة دراستهم منهم أكثر من النصف تم إدماجهم في مؤسسات مكلفة بإعادة الاعتبار للعمارات القديمة للمدينة في اطار برنامج ولائي.