أكد وزير الخارجية الموريتاني السيد اسلكو ولد أحمد ازيد بيه يوم السبت أن أشغال القمة العربية العادية ال 27 بنواكشوط تعقد في سياق دولي صعب تمر بها المنطقة العربية يتطلب تنسيقا وتشاورا لرفع التحديات الأمنية والاقتصادية التي تواجهها بلدان هذه المنطقة. وأوضح السيد اسلكو في كلمة افتتاح أشغال الاجتماع التحضيري لوزراء الشؤون الخارجية العرب للقمة المقررة بعد غد الاثنين هذه القمة "تعقد في سياق عالمي وإقليمي بالغ الحساسية يتم بالعديد من التحديات لكل الأطراف العربية الاقتصادية والاجتماعية والمخاطر الجيوسياسية والتهديد الإرهابي وأزمات اللاجئين تتطلب جهود كافة الدول العربية لرفعها والحد من تأثيراتها السلبية" . واعتبر رئيس الدبلوماسية الموريتانية هذا اللقاء "فرصة ثمينة للتشاور حول أولويات التنموية ولتقييم الخطوات المقطوعة على طريق العمل العربي المشترك و التكامل الاقتصادي بين البلدان العربية و تدارس السبل الكفيلة للارتقاء به". ومن جانبه أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد احمد ابوالغيط على "أهمية التشاور والتنسيق في مجالات العمل العربي المشترك في ظل التحولات التي يمر بها العالم حاليا على نحو يحقق المصالح العربية العليا ويحافظ على امن وسلامة واستقرار الدول العربية ويعزز التضامن العربي ويضمن وحدة الموقف العربي تجاه مختلف التحديات". وأشار أبو الغيط إلى أن وزراء الخارجية العرب سيناقشون كذلك العديد من القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وإيجاد الحلول العادلة لها وفق مبادرة السلام العربية والأزمات التي تعرفها بعض الدول العربية (سوريا اليمن وليبيا) إضافة إلى مناقشة قضايا مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية . أما السيد سامح شكري وزير خارجية مصر الرئيس السابق للقمة أن "العمل العربي المشترك بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يزال دون المستوى الذي تتطلع إليه الدول العربية لتحقيق التكامل العربي المطلوب والذي أصبح مسالة حتمية للحفاظ على المصالح العربية في عالم يموج بتطورات سريعة يتعين التعامل معها." وأشار في هذا الصدد إلى "استمرار اجتماعات تطوير الجامعة العربية وأجهزتها منذ خمس سنوات دون التوصل إلى نتائج فعلية وملموسة تعكس رؤية جديدة لعمل الجامعة في ظل التحولات والتحديات الداخلية والخارجية التي تشهدها المنطقة العربية في المدة الأخيرة." وتتواصل أشغال الاجتماع التحضيري لوزراء الشؤون الخارجية في جلسات مغلقة بدراسة مشروع جدول أعمال القمة العربية ومشاريع القرارات المتعلقة بالملفات المطروحة أمام القادة العرب وفي مقدمتها تطوير العمل العربي المشترك والأوضاع في بعض الدول العربية إضافة إلى مسالة تفعيل آليات صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وإقرارها لرفعها إلى اجتماع القادة العرب في قمتهم المقررة يوم السبت المقبل. وستكون القضية الفلسطينية بكافة جوانبها وتطوراتها ضمن أولويات القضايا المطروحة على الاجتماع الوزاري باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة العربية وما يرتبط بذلك من تفعيل لمبادرة السلام العربية على ضوء المبادرة الفرنسية وإعادة تنشيط الآليات التابعة للأمم المتحدة بهذا الخصوص. جدير بالذكر أن رئاسة القمة الحالية آلت إلى موريتانيا التي تستضيفها لأول مرة منذ انضمامها للجامعة العربية قبل أكثر من 40 عاما بعد اعتذار المغرب في فبراير عن استضافتها في أبريل الماضي بمدينة مراكش.