وري الثرى عصر يوم السبت بمقبرة الخضراء بمدينة الجلفة الأديب و الشاعر حميد ناصر خوجة الذي وفاته المنية ليلة الجمعة الى السبت عن عمر يناهز 63 سنة و ذلك بحضور جمع غفير تتقدمهم السلطات المحلية للولاية وكذا عدد من محبي هذا الرجل ورفقاء دربه ناهيك عن أفراد أسرته وزملائه بجامعة زيان عاشور ومن جامعات آخرى من ربوع الوطن. وبفقدان هذا الباحث الجامعي المتخصص والأديب الفذ بعد مرض عضال ألزمه الفراش لسنتين أكد لواج الناقد ساعد قلولي المعروف في الساحة الأدبية الوطنية أن رحيل حميد ناصر خوجة يعتبر "خسارة كبيرة لأحد ألمع الأدباء و الشعراء الذي كتب باللغة الفرنسية عن قضايا الوطن في مرحلة ما بعد الإستقلال". وأضاف - ذات الناقد- أن الموت قد غيب ألمع الباحثين الجامعيين الجزائريين المتخصص في الملابسات التاريخية للأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية ومعروف عليه أنه أعاد بعث جون سيناك من جديد وأعاد بعث الكثير من الأسماء والرموز الثقافية التي تناساها النقد المغاربي والنقد الفرنسي المتحيز لأسماء دون أخرى." وقد أكد لواج رئيس قسم اللغات الأجنبية بجامعة زيان عاشور السيد غزال السعيد بأن "رحيل حميد ناصر خوجة هو فقدان لرجل طيب خلوق يتسم بالإنسانية في تعامله ويملك زادا أدبيا وإبداعيا رفع من مكانته عاليا حيث شكل موته خسارة كبيرة للبحث الجامعي ما يجعل التفكير مليا بضرورة الحفاظ على الإرث العلمي الغزير لهذا الرجل الذي ملكه الإبداع". والجدير بالذكر ولد حميد ناصر خوجة الذي رحل وترك فراغا كبيرا عند محبيه في 25 يناير 1953 بمدينة الاخضرية و زوال تعليمه في الابتدائي و الثانوي بالجزائر العاصمة ثم التحق بالمدرسة الوطنية للإدارة و بعد التخرج عمل في الإدارة المحلية قبل أن يختار الجامعة حيث عين على رأس معهد الأدب و اللغات بجامعة الجلفة وتم ترقيته خلال هذه السنة بدرجة الأستاذية في ميدانه الذي أبرع فيه بشهادة المختصين . وقد اهتم الفقيد الذي كان أيضا شاعرا بأعمال الشاعر الجزائري جان سيناك حيث خصص له الكثير من إصداراته التي من بينها "موسوعة الشعر الجزائر الجديد " التي ساهم في انجازها الى جانب كل من الراحلين يوسف سبتي و حميد سكيف و اخرين وذلك تحت اشراف جان سيناك نفسه و ذلك في السبعينات. و قام حميد ناصر خوجة في 1999 بجمع كل دواوين سيناك في مجلد واحد كما قدم اعمال اخرى كثيرة من بينها مؤلف بعنوان "البر كامو -جان سيناك او الابن المتمرد"الى جانب إسهاماته النقدية في الصحافة و خلال الملتقيات الجامعية .