تعتبر الخفافيش والتي يوجد منها في الجزائر 25 نوعا مهددة بالانقراض رغم الدور البيئي الايجابي الذي تلعبه كونها وسيلة للقضاء على الطفيليات والحشرات الضارة بالمنتجات الفلاحية. ويوضح محمد احميم مختص في هذه الثدييات بجامعة بجاية ان هذا الكائن يستطيع التهام الى نحو 6.000 بعوضة وحشرات اخرى ضارة للانسان والمنتجات الفلاحية في اقل من ساعة داعيا الى حماية الخفاش من الزوال مؤكدا على الدورالبيئي و الفلاحي الذي تلعبه هذه الكائنات. ويضيف المختص ان فضلات هذا الحيوان تمثل سمادا طبيعيا ذو نوعية عالية و فعال في محاربة الاثار السلبية للمواد الكيميائية. و يتجه هذا النوع من الثديات الى الزوال بسسب عاملين اساسيين في الجزائر. فالأول يرتبط بتكاثر الخفاش مرة واحدة في السنة والعامل الثاني يعود الى تهديم السكن الطبيعي لهذا الحيوان. و يمتلك الخفاش اربعة مساكن طبيعية: الكهوف و الانفاق الجدران و شقوق الصخور والبيوت والاماكن المهجورة اضافة الى الغابات. كما يساهم الانسان في زوال هذا النوع من الثديات. "يظن الناس ان الخفاش من آكلات اللحوم وهو رأي خاطئ. فمن اصل 1.000 نوع من الخفافيش الموجودة في العالم 3 أنواع فقط تصنف ضمن آكلات اللحوم لكنها تتواجد فقط في الولاياتالمتحدةالامريكية" يقول الخبير الجامعي. اما الخفافيش المتواجدة في الجزائر فهي من اكلات الحشرات و لا تهاجم الانسان يؤكد السيد احميم. بجاية: قطب للمحافظة على هذا النوع كما اكد المختص انه بالامكان انقاذ الخفاش من الاندثار بطرق سهلة كوضعه في صناديق صغيرة بالغابات في المدن و الاراضي الفلاحية على غرار ما يحصل في نيويورك اين أمر محافظ المدينة استعمال الصناديق للمحافظة على هذا الحيوان. وعلى هذا الاساس تم تبني طريقة "صناديق الخفاش" في ولاية بجاية من اجل السماح باعادة ادماج هذا الحيوان في مسكنه. فقد امر والي بجاية رؤساء البلديات بوضع هذه الصناديق منها 10 بملبو و 5 في الحظيرة الوطنية لقورايا اضافة الى القيام بحملات تحسيسية و اعلامية لصالح الفلاحين اضافة الى تنظيم دورات تكوينية لمحافظي الغابات. و عند دخول هذا الحيوان الليلي الى المنزل يقول السيد احميم انه لا يجب قتل هذا الثديي و ينصح بفتح النوافذ واطفاء الضوء للسماح له بالخروج. فحسبه دخول الخفاش الى المنزل سببه مهاجمة الحشرات. و اكد المتحدث ان من بين اشكاليات للتكفل بهذا الحيوان بالجزائر هو نقص المختصين حيث يوجد حاليا ثلاثة فقط على المستوى الوطني يمارسون نشاطهم في كل من جامعة عنابةبجاية و تيارت. و اشار الى ان هذا الاختصاص يتطلب الوقت و الاستثمار الشخصي وأنه لدراسة هذا النوع الحيواني يجب العمل ليلا و القيام باستكشاف الكهوف و هو الشيء الذي يرفضه الطلبة. و تاسف الباحث لضعف الميزانية المخصصة لهذا التخصص العلمي مضيفا بان المساعدات المتوفرة حاليا تأتي من طرف المنظمات غير الحكومية الدولية. كما أوضح المتحدث انه من اجل الاستفادة اكثر من هذه المساعدات فقد تم تاسيس جمعية تسمى ب "مجموعة خفاش االجزائر". و تاتي هذه المساعدات اساسا من المنظمة غير الحكومية الدولية لحماية الخفافيش و المنظمة الافرو اوروبية.