يمثل تأطير و تنظيم الصناعة التقليدية معيارين هامين لترقية القطاع المولد للثروات حسب ما أعرب عنه يوم الأربعاء بقسنطينة العارضون المشاركون في الطبعة السادسة من أيام الفنون و الأدب القسنطينية المنظمة بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة. وستمكن ترقية الصناعة التقليدية و تثمين تراث و هوية المجتمع من فتح آفاق لإنشاء نسيج اقتصادي للحرف من أجل تشجيع هذا المجال حسب ما أعرب عنه أيضا الحرفيون الحاضرون في هذه الطبعة الجديدة التي افتتحت في 20 نوفمبر الجاري بمبادرة لجمعية "البهاء" المحلية للفنون و الثقافات الشعبية بالتعاون مع مديرية الثقافة. واستنادا للسيد الهادي بن جلول حرفي متخصص في الألبسة التقليدية منذ أكثر من 50 سنة وسبق له المشاركة في عديد الصالونات الوطنية و الدولية للصناعة التقليدية فإن الحرفيين الذين ينشطون عبر مختلف مناطق الوطن يعملون على الحفاظ على اللباس التقليدي و يسهمون في حماية التراث الوطني. ودعا في هذا الصدد إلى العمل على ضمان استمرارية مهارة الأسلاف من خلال "تأطير فعال للشباب و وضع إستراتيجية تسمح للحرف بالبروز". من جهته اعتبر الحرفي عقبة بن شعبي أنه من شأن الحرف أن تتماشى مع الحداثة مشيرا على سبيل المثال إلى أن "القشابية" أو "البرنوس" يشكلان بالنسبة للمبدعين "مصدر إلهام لصنع تحف يمكنها فرض نفسها على الصعيد الدولي و كذا بأسواق الموضة و الخياطة." وسجلت الطبعة السادسة من أيام الفنون و الأدب القسنطينية التي جاءت هذه السنة تحت شعار "قسنطينة مدينة الفنون" منذ افتتاحها إقبالا ملفتا لجمهور فضولي قدم من مختلف بلديات الولاية لاكتشاف مهارة الأسلاف و هوية المدينة. وقد استقطبت الأجنحة المخصصة للحرف اليدوية و الصناعات التقليدية التي من ضمنها الحلي و الألبسة التقليدية و الآلات الموسيقية و الأواني النحاسية و الحلويات التقليدية أكبر عدد من الجمهور لاسيما الشباب منهم الذين قدموا للإطلاع على الشروط المطلوبة لمتابعة تكوين في مختلف المجالات. وترمي أيام الفنون و الأدب القسنطينية إلى تثمين الصناعة التقليدية من خلال تنظيم معارض و إلقاء محاضرات حول هذه الحرف" حسب ما صرح به ل/وأج صابر محاية رئيس الجمعية المبادرة لهذه التظاهرة مضيفا بأن هذا الموعد يشكل "فضاء للتبادل بين حرفيي الولاية". واستنادا للمنظمين فإن برنامج هذه التظاهرة الثقافية التي ستتواصل إلى غاية 30 نوفمبر الجاري يتضمن كذلك سهرات فنية و موسيقية في المالوف و الموسيقى العيساوية.