أكد مشاركون في الملتقى الدولي حول "الرئيس الراحل بن بلة في بعديه الوطني والدولي" يوم الأحد بتلمسان أن حنكة وقوة الاقناع لدى المجاهد الراحل أحمد بن بلة سمحت بتعبئة الأحرار بشتى أنحاء العالم لإمداد الثورة التحريرية المظفرة بالسلاح والذخيرة. وأوضح الدكتور عثمان سعدي الديبلوماسي السابق في مداخلة بعنوان "أحمد بن بلة كما عرفته" أن الشخصية القوية للرئيس الأول للجزائر المستقلة ساعدته كثيرا في التواصل مع مختلف الشخصيات العربية واقناعهم حول عدالة القضية الجزائرية وينال مساعدتهم مذكرا ببعض الشهادات الحية لبعض الزعماء مثل جمال عبد الناصر. وذكر نفس المتدخل بعملية جلب السلاح على متن سفينة "دنا" وكيف تمكن من اقناع الملكة الأردنية لتجعل سفينتها الخاصة في خدمة الثورة ويعبئ أبطال ثوريين لنقل هذا السلاح مشيرا الى الخصال والصفات التي كان يتحلى بها وشجاعته لمواجهة المصاعب. ومن جهته ذكر مراد لعمودي أحد الأشخاص الذين عايشوا بن بلة ببعض الأحداث التاريخية التي عرفها الراحل والمتمثلة أساسا في حادثة القرصنة الجوية التي تعرض إليها بن بلة وأربعة من رفقائه التاريخيين وطريقة اختطافهم من قبل القوات الجوية الفرنسية في أكتوبر 1956 وهي العملية التي استنكرها الرأي العام العالمي أنذاك. وبعد التذكير بالظروف التي عاشها الراحل ابان فترة الاستعمار الفرنسي وبعد الاستقلال أكد السيد لعموري أن بن بلة صرح في عدة مناسبات عن تسامحه قبل أن يذكر المحاضر بأن "رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رد الاعتبار له في حياته". أما الأستاذ معن بشور من بيروت (لبنان) فقد تطرق إلى "الزيارة التاريخية لبن بلة إلى لبنان سنة 1997" ساردا بعض الذكريات والمواقف لبن بلة في القاهرةولبنان وسوريا. وستتواصل غدا الاثنين أشغال هذا الملتقى الذي يشارك فيه باحثون وأساتذة جامعيون من داخل وخارج الوطن وشخصيات تاريخية من رفقاء أول رئيس للجزائر المستقلة بتقديم عدة محاضرات في ورشتين حول الجوانب التاريخية والسياسية من نضال الرئيس السابق أحمد بن بلة. ويتم تنظيم هذا الملتقى المخصص لحياة ومسيرة الراحل أحمد بن بلة بمناسبة الذكرى المئوية لميلاده (1916-2016) بمبادرة من جامعة "أبي بكر بلقايد" لتلمسان بالتنسيق مع الولاية.