سيطر التفاؤل على أشغال اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مع الدول المنتجة للنفط خارج المنظمة الذي ينعقد يوم السبت بفيينا مع احتمال في التوصل إلى اتفاق يفوق الهدف المسطر والمتمثل في خفض عرض منتجي غير أوبك إلى ما يزيد عن 600.000 برميل يوميا انطلاقا من يناير 2017. وأجمع وزراء النفط للدول الأعضاء و غير الأعضاء لأوبك على التأكيد لانتظارهم -عقب هذا اللقاء التاريخي- إلى اتفاق يقضي بخفض أكبر من المتوقع مبدئيا للإنتاج في حين جددت روسيا استعدادها على سحب 300.000 برميل يوما أي ما يعادل نصف حجم الخفض الكلي الذي أعلنت عنه دول المنظمة. وعلى هامش الاجتماع صرح الوزير السعودي للطاقة والصناعة والموارد المعدنية خالد الفالح " نأمل الحصول على التزام من طرف الدول غير العضوة في أوبك تخفيض الإنتاج بما يقارب 600.000 برميل يوميا. روسيا التزمت بخفض إنتاجها ب 300.000 برميل يوميا بينما ستخفض دول أخرى كالمكسيك عمان ازربيجان حسب حجم إنتاجها". و قال انه "جد متفائل " فيما يخص هذا الاجتماع مضيفا أن الاتفاق الذي سيتوج هذا اللقاء يعتبر "ثمرة اجتماع أوبك المنعقد في سبتمبر الماضي بالجزائر". وأكد الوزير السعودي أن الخفض الإجمالي الذي سيتبناه منتجي أوبك وغير أوبك المقدر عند حوالي 8ر1 مليون برميل في اليوم "مقنع" ومن شأنه أن "يعيد للسوق توازنها". وأكد من جهته الأمين العام لأوبك محمد بركيندو ( نيجريا) تفاؤله بتوصل دول غير أوبك إلى خفض إنتاجها بما يفوق 600.000 برميل في اليوم على غرار ما قامت به دول أوبك لسحب العرض الفائض من النفط. وقال في هذا السياق أنه " بالنسبة لدول غير أوبك سيكون الخفض عند 600.000 برميل في اليوم أو أكثر ". و بحسبه فان مشاركة 12 منتجا خارج أوبك في هذا الاجتماع يعد "تاريخيا". =بوطرفة: إنجاح اتفاق الجزائر= وأبدى من جهته وزير الطاقة نور الدين بوطرفة ثقته في نجاح اجتماع المنتجين من داخل وخارج أوبك. وعشية اللقاء, أدلى السيد بوطرفة بتصريحات للصحافة أبدى فيها تفاؤله بأن يعزز هذا الاجتماع اتفاق الجزائر القاضي بتخفيض الإنتاج مبرزا ضرورة التعاون بين المنتجين الأعضاء وغير الأعضاء لضمان استقرار السوق. "من الضروري أن يتعاون المنتجون من داخل وخارج أوبك والالتحاق بالجهود المبذولة الرامية إلى استقرار السوق النفطي في مصلحة المنتجين والمستهلكين", حسبما صرح به الوزير عقب محادثات أجراها مع بعض نظرائه المشاركين في الاجتماع. وأعرب رئيس المنظمة محمد صالح السادة من جهته عن أمله في أن "يعلن المشاركون للعالم خطوة مشتركة ومسؤولة من شأنها المساعدة في استعادة السوق لتوازنه". "لا يسعني إلا التشديد على أهمية هذه الوضعية لبلداننا, للصناعة النفطية وللاقتصاد العالمي إجمالا", حسبما صرح به رئيس أوبك الذي أكد على ضرورة منح أسس التعاون بين المنظمة والمنتجين خارجها غطاء مؤسساتيا قصد تسهيل مسار اتخاذ القرار. ولدى تطرقه لقرار تقليص الإنتاج في إطار اتفاق الجزائر, اعتبر السيد السادة أنه "يجسد التزاما نحو المجموعة الدولية بهدف المساعدة على استعادة استقرار السوق والحفاظ عليه مع تداعيات ايجابية وواسعة على الاقتصاد العالمي والصناعة النفطية والدول المنتجة والمصدرة للخام". وقال وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنغنه ان اغلب الدول المنتجين من خارج منظمة أوبك بعثوا بإشارات إيجابية "لكن تفاصيل الاتفاق لن تعلن إلا مع نهاية الاجتماع". وحسب الوزير الايراني فإن المهم هو مستوى الخفض الذي سيقرره المنتجون خارج أوبك زيادة على الجهود التي بذلتها المنظمة. من جهته أوضح وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أن الدول خارج أوبك سيوقعون عقب اجتماعهم مع أوبك في فيينا اتفاقا يقضي بالحد من الإنتاج مؤكدا أن هذا اللقاء سيتوج بالنجاح. وأضاف قائلا "لا يوجد أدنى شك في نجاح هذا الاجتماع. سبق وان توصلنا إلى اتفاق على أساس خفض الإنتاج ب600 ألف برميل يوميا من طرف المنتجين خارج أوبك. ستقوم روسيا بخفض إنتاجها ب 300 ألف برميل يوميا أي نصف مستوى الخفض المقرر. الآن, وتبعا للمشاورات التي سنجريها, سنرى إذا من الممكن أن نذهب إلى أبعد من 600 ألف برميل يوميا". ويهدف اجتماع المنتجين في أوبك وخارجها, وهو الأول من نوعه منذ 2002,إلى توسيع الاتفاق حول مبادرة أوبك الرامية لدعم الأسواق النفطية التي أضعفتها فوائض الإنتاج. ويتعلق الأمر بإشراك المنتجين العالميين غير الأعضاء في أوبك في جهود هذه المنظمة في إطار تنفيذ اتفاق الجزائر الذي توج في 30 نوفمبر الماضي بقرار خفض تاريخي ب 2ر1 مليون برميل يوميا أي عند مستوى إنتاج قدره 5ر32 مليون برميل يوميا ابتداء من 1 يناير 2017.