اعتبر وزير الاتصال حميد قرين يوم الأحد بالجزائرالعاصمة أن دورة التكوين التي استفاد منها الصحافيون أفضت إلى "تراجع التهويل والقذف" في الصحف الجزائرية. وعلى هامش ندوة متبوعة بنقاش حول موضوع "الصحافة و حتمية +الخطأ صفر+" نشطها مناصفة مع السيد قوي بارنيار مستشار دولي في الصحافة و الاتصال,أكد السيد قرين قائلا "إننا نشهد تراجع التهويل و القذف في الصحف الجزائرية". و أضاف الوزير أن "الصحفيين الجزائريين نشيطون و موهوبون لكن المشكل يكمن في تسرع الصحفي الذي يتعين عليه التأكد من الخبر و مقارنته". و في سياق موضوع اللقاء أوضح السيد قرين انه يفضل التحدث عن الدقة في الصحافة بدل الموضوعية", مضيفا في ذات السياق انه "لا يعتقد أيضا في فرضية +الخطأ صفر+ لأنه موجود دائما في الصحافة". و بالتالي أشار الوزير على سبيل المثال إلى التغطية الإعلامية للمنتدى الإفريقي للاستثمار و للأعمال الذي احتضنته الجزائر العاصمة من 3 إلى 5 ديسمبر الذي كان محل "تخمينات عدة". و أوضح يقول "لم اقرأ و لا أي مقال يشرح الوضع بحيثياته و نتائجه. في اليوم الذي نحصل فيه على تفسير من طرف مصدر معروف و محدد الهوية يدلي بتصريحات من جانب وزارة الشؤون الخارجية أو منتدى رؤساء المؤسسات, حينها يمكننا القول انه لدينا تفسير خال من الذاتية". و عن سؤال حول الاتصال المؤسساتي أكد السيد قرين انه "ليس هناك أي انسداد" في هذا المستوى, مشيرا إلى أن "كل وزارة تتوفر على المكلف بالاتصال الخاص بها". و عن سؤال حول احتمال تسجيل تعديل وزاري وصف الوزير الأخبار التي نشرت بهذا الخصوص بأنها "تخمينات و إشاعات" مذكرا بان "التعديل الحكومي يبقى من صلاحيات رئيس الجمهورية". و تطرق السيد بارنيار إلى تجربته مدة 40 سنة في المهنة لا سيما في وكالة الأنباء الفرنسية حيث ابرز في مداخلته "حتمية أن يقدم الصحفي في الوقت الحقيقي تقريبا معلومات دقيقة و ناجعة و ذات نوعية". و أوضح أن طموح التوصل إلى "إلزامية الخطأ صفر" تمر بعمل مجموعة قصد التمكن من مقارنة الخبر و الاتصال بالزملاء. و أضاف الوزير أن نوادي النوعية التي تبحث عن +الخطأ صفر+ قائمة على مفهوم انطلق من اليابان في سنوات السبعينات لكي يجعل المؤسسات أكثر تنافسية فيما يخص النوعية". و اعتبر هذا الخبير أن مهنة الصحافة عرفت ثورة بالوسائل الرقمية و تكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة. و أوضح أن الصحفي يمكنه باستعمال هاتف ذكي أن يقوم بعديد العمليات التي كانت تتطلب في الماضي تعبئة العديد من الأشخاص معتبرا بالمقابل أن "أدوات الإعلام الآلي ستمكن من الآن فصاعدا الجميع من امتهان مهنة الصحافة". و أشار السيد بارنيار أيضا إلى أن وسائل الإعلام التقليدية أغرقتها شبكات التواصل الاجتماعي و انفجار موارد الخبر التي تفلت من كل مراقبة. و أضاف من جهة أخرى أن شبكات التواصل الاجتماعي و محركات أخرى للبحث تستقطب من 90 إلى 95 بالمائة من الإشهار الموجود من الآن فصاعدا عبر هذه الشبكات. وقال أن هذه الشبكات الاجتماعية هي فوق القوانين نظرا لعدم وجود اتفاقات دولية و آليات قانونية تمكن من مراقبتها. و اعتبر السيد بارنيار أن هذه الشبكات الاجتماعية "أعادت هيكلة" الخبر على حساب المحترفين الذين تم تعويضهم ب"متعاقدين بأسعار بخسة" و مصادر مجهولة الهوية مما يثير مشكلا بالنسبة "لحرية التعبير". وكما اشار هذا الخبير الى أن البحث عن الدقة في الصحافة يبقى "قيمة أكيدة" تتوقف على السرعة و النوعية و النجاعة و أخلاقيات المهنة".