تميزت الطبعة العاشرة من المهرجان الثقافي الوطني أهلليل الذي انطلقت فعالياته مساء هذا الأربعاء بالواحة الحمراء تيميمون (أدرار) بمشاركة قوية للفرق التراثية كما لوحظ. ويعكس هذا الحضور المكثف للفعاليات الجمعوية في هذا الحدث التراثي مدى وعي الشباب المهتم بالتراث الثقافي بأهمية الحفاظ على طابع أهلليل واستدامته باعتباره تراث منطقة قورارة الأزلي مثلما أوضح محافظ المهرجان أحمد جولي. وتهدف هذه الفعاليات الثقافية التي تقام كل سنة بالولاية المنتدبة تيميمون (200 كلم شمال أدرار) إلى المساهمة في الحفاظ على طابع أهلليل الذي أدرج ضمن قائمة روائع التراث العالمي الشفهي من طرف المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في 2005 و هو التصنيف الذي كان ثمرة جهود دؤوبة لباحثين جزائريين و شيوخ أهلليل بالمنطقة كما أضاف محافظ المهرجان. و تميزافتتاح هذا الموعد الثقافي الأصيل بإقامة حفل متنوع إحتضنه الشارع الرئيسي أول نوفمبر وسط مدينة تيميمون الذي توافد عليه جمهور غفير من سكان وزوار إقليم قورارة الذي استمتع باستعراض بهيج للفرق المشاركة التي قدمت خلالها فسيفساء من مختلف الطبوع الثقافية التي تشتهر بها ولاية أدرار و تشكلت من جمعيات تراث أهلليل وعروض فلكلورية في البارود و الحضرة و القرقابو إلى جانب استعراض لفرق المهاري. وتأتي هذه التظاهرة التراثية التي تدوم ثلاثة أيام تحت شعار "أهلليل رسالة الأجداد للأحفاد " هذه السنة وفاء لروح الشيخ المرحوم الدا مهمي محمد بن عمر الذي يعد واحدا من أعمدة تراث أهلليل في لون "تقرابت" خلال القرن الماضي. و تصنع وقائع هذا الموعد أزيد من ثلاثين جمعية تراثية التي ستحيي فقرات وسهرات أهلليل التي ستقام على مستوى مسرح الهواء الطلق بتيميمون والتي ستمتع عشاق هذا الطابع التراثي بأروع وصلات تراث أهلليل. وقد ألغيت في هذه الطبعة المنافسة بين الفرق عكس ما جرت عليه العادة لأسباب مالية واقتصارها فقط على مسابقة العزف على الآلات المستعملة في الأداء حفاظا على استمرارية أهلليل مثلما أوضح المنظمون. وستنظم على هامش هذا المهرجان ندوة فكرية بالمكتبة العمومية للمطالعة بتيميمون حول موضوع "قراءات في مدونة أهلليل" سيؤطرها مهتمون بالتراث الشفهي وباحثون و أساتذة جامعيون. ويتم تناول مدونة أهلليل من خلال قراءات لأعمال بعض الأكاديميين الذي أثروا هذا التراث إضافة إلى إبراز قيم التكافل الإجتماعي من خلال قصائد أهلليل ومدى مواكبة هذا التراث لمختلف المواسم و الأعياد الدينية بإقليم قورارة. و في هذا الجانب ثمن محافظ المهرجان روح المبادرة التي أبداها الفاعلون الجمعويون و الأكاديميون التي كرسوا من خلالها وفاءهم الكبير لهذا التراث الثقافي العريق منوها بالمناسبة بجهود ومرافقة السلطات المحلية لإنجاح هذه التظاهرة التراثية السنوية التي أصبحت من المواعيد الثقافية الهامة بالمنطقة. ويكتسي مهرجان أهلليل (28-30 ديسمبر) أهمية بالغة في المشهد الثقافي المحلي لما يحمله من أبعاد حضارية و سياحية من خلال استقطابه للزوار والسياح الذين يتوافدون بكثرة على المنطقة خلال هذه الفترة المتزامنة مع عطلة نهاية السنة مما يشكل ذلك فرصة للتعرف على هذا الزخم من الموروث العريق لمنطقة قورارة ومناسبة للتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة للواحة الحمراء وعمرانها المتميز و مواقعها السياحية و الأثرية.