تتواصل بمدينة تيميمون الواقعة على بعد 220 كلم شمال ولاية أدرار فعاليات الطبعة السادسة للمهرجان الثقافي الوطني آهلليل في أجواء طبعتها اللوحات التراثية المتنوعة التي قدمتها عديد الفرق المشاركة. و كان الجمهور المتوافد بكثرة على عاصمة إقليم قورارة على موعد ليلة أمس الأربعاء مع انطلاق المسابقة التنافسية لهذه الطبعة بين الفرق المحلية التابعة للجمعيات المهتمة بتراث آهلليل من منطقة قورارة و التي صنعت بتألقها لوحات فنية و فلكلورية ممتعة تجاوب معها الجمهور الذي اكتظت به مدرجات مسرح الهواء الطلق للواحة الحمراء تيميمون. و قد جمعت السهرة التنافسية الأولى لتظاهرة آهلليل كلا من فرقة الجمعية الثقافية "تيفاوتزيري" للأشبال و فرقة جمعية " بنات المغرى" النسوية و فرقة " تينهيلاوين " من بلدية تيميمون إلى جانب فرقة "سيدي يوسف" من بلدية طلمين و فرقة جمعية " أنو أنتموقريت " من بلدية أوقروت. كما تم بعدها فسح المجال خلال هذه السهرة الإحتفالية التي حظيت بمتابعة نوعية من طرف مختلف وسائل الإعلام لفرقة "قعدة الواحة" من ولاية بشار التي قدمت بدورها عروضا شيقة في طابع قناوي والتي أنعشت بها هذا المشهد الإحتفالي المتميز مما زاد في شغف الحضور و تشوقهم لمتابعة ليالي هذا المهرجان الثقافي . وينشط فعاليات الطبعة السادسة من المهرجان الوطني آهلليل أزيد من ثلاثين جمعية تراثية و فلكلورية و فنية من داخل وخارج ولاية أدرار على غرار فرق "البالي" التابعة لدار الثقافة لولاية تيزي وزو و "قعدة الواحد" من ولاية بشار و فرقة "تغليف" من ولاية تمنراست. و تندرج هذه التظاهرة التراثية التي تقام سنويا بعاصمة إقليم قورارة ضمن المساعي الرامية إلى الحفاظ على طابع آهلليل المصنف ضمن التراث العالمي من قبل اليونسكو في 2005 باعتباره تراثا شفهيا إشتهرت به المنطقة منذ القديم وذلك من خلال إبراز نشاط الجمعيات المحلية المهتمة به و تمكين الجمهور و السياح من التعرف عليه -كما أوضح محافظ المهرجان السيد سليمان أويدن. ويتضمن برنامج المهرجان الوطني آهلليل الذي انطلق أمسية الأربعاء وتتواصل فعالياته إلى غاية نهاية شهر ديسمبر الجاري تنظيم منافسة للفرق المختصة في طابع آهلليل المحلية وتكريم أحسن أداء لهذا الطابع . وبرمجت ضمن هذه الفعاليات أيضا ندوة أكاديمية حول تراث آهلليل تحت عنوان " آهلليل بين جماليات النص الشعري و التميز الإيقاعي " التي ستنشطها ثلة من الأساتذة والباحثين الجامعيين المختصين في مجال التراث والثقافات الشعبية. وتشهد هذه التظاهرة الثقافية والتراثية التي تتزامن مع العطلة المدرسية الشتوية و مع الإحتفالات بأعياد رأس السنة الميلادية الجديدة اقبالا واسعا من قبل الجمهور الذي يتكون من السياح الوطنيين والأجانب الذين قدموا لاكتشاف جانب من التراث الفولكلوري الذي تشتهر به منطقة قورارة بولاية أدرار.