تنطلق يوم الخميس, بجنيف (سويسرا) الجولة الرابعة, من مفاوضات السلام (جنيف4) لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية برعاية الاممالمتحدة, لتكون منبرا لبحث الانتقال السياسي في البلاد والتسريع في التسوية السلمية للصراع الذي خلف منذ 2011 مقتل نحو 130 ألف شخص وفرار ملايين اللاجئين. وبعد تأجيلها إلى 23 فبراير الجاري, أعلنت الأممالمتحدة أن محادثات (جنيف4), ستشمل موضوع عملية الانتقال السياسي في البلاد وذلك بناء على التفويض الواسع الذي تضمنه قرار للأمم المتحدة بشأن الملف السوري والذي يطالب وسيط الأممالمتحدة بعقد محادثات بشأن "عملية انتقال سياسي" بعدما ركزت أغلب المحادثات السابقة على وقف الاعمال القتالية. وأكدت في هذا السياق المتحدثة باسم المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا, يارا شريف, أن قرارات مجلس الأمن وخاصة القرار 2254, هي مرجعية مباحثات جنيف المقرر أن تجمع بين الأطراف السورية يوم الخميس المقبل. وعليه فإن جدول أعمال المحادثات, سيركز على ثلاثة موضوعات رئيسية, وهي "إقامة نظام حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا وكذلك وضع جدول زمني للبدء في عملية صياغة دستور جديد, ومن ثم إجراء إنتخابات حرة ونزيهة وفقا للدستور الجديد تدار تحت إشراف الأممالمتحدة ملتزمة بأعلى المعايير الدولية للشفافية وبمشاركة جميع السوريين بمن فيهم الموجودين في الشتات". وكانت الأممالمتحدة قد أكدت الأيام الفارطة أن المبعوث الأممي, ستافان دي ميستورا, قد حضر كل الترتيبات الضرورية لإنجاح لقاء يوم غد ودعا كل الأطراف المعنية بالأزمة إلى طاولة المفاوضات. "جنيف4" تعقد في ظروف مخالفة لسابقتها وتعد مفاوضات يوم غد رابع جولة من المباحثات الدولية التي ترعاها الأممالمتحدة في جنيف لبحث حل الأزمة السورية بين الحكومة والمعارضة, إلا أن جميعها قد باء بالفشل بسبب تمسك المعارضة بضرورة تنحي الرئيس بشار الأسد من كل تسوية سلمية في البلاد غير أن العديد من المعطيات الميدانية دفعت بالكثير من الأطراف السورية وحتى الغربية الى تغيير مواقفهم. ولعل أهم ما ميز المستجدات الميدانية هو التدخل العسكري الروسي في البلاد لدعم القوات الحكومية في نهاية 2015, والذي مكن القوات السورية من إستعادة السيطرة على العديد من المناطق التي كانت تحت قبضة تنظيم ما يعرف بالدولة الاسلامية (داعش) الارهابي, حيث أعلن الجيش مؤخرا انه تمكن من استعادة 44 بلدة من قبضة التنظيم. وكان أكبر إنجاز للجيش هو إسترجاع مدينة حلب معقل التنظيم في الجنوب كما تراجعت المساحة التي كانت تحتلها المعارضة المسلحة والتي باتت لا تسيطر ألا على 13 بالمائة من الأراضي, وحتى تركيا التي تدعم بعض الفصائل المعارضة غيرت هي الأخرى من موقفها وأعلنت الشهر الماضي أنه من غير الواقعي بحث حل سياسي في سوريا يستثي الرئيس بشار الاسد. أما الولاياتالمتحدةالامريكية فإن موقفها غير واضح بعد قدوم الرئيس الجديد دونالد ترامب, فيما اعلن المتحدث بإسم التحالف الوطني للمعارضة السيد أحمد رمضان, أن المسألة الرئيسسية التي سيتم مناقشتها في هذه الجولة هي الانتقال السياسي في البلاد. دعوة أممية لوضع حد لخروقات حقوق الإنسان في سوريا دعت منظمات دولية المشاركين في مفاوضات جنيف لوضع حد لخروقات حقوق الانسان المرتكبة في الصراع السوري المستمر منذ ست سنوات والذي خلف مقتل 310 ألف قتيل وملايين اللاجئين والمهاجرين. ومع تواصل العمليات العسكرية ضد التنظيمات الارهابية والمسلحة في البلاد تتواصل المأساة الإنسانية لآلاف السكان السوريين المحاصرين تحت وطأة القصف المتواصل حيث دعت الأممالمتحدة اطراف الصراع الى العمل على ضمان الحركات والممرات الآمنة لنحو خمسة آلاف شخص عالق في وسط القتال يحاولون الوصول الى بر الامان. ومن جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان, اليوم بمقتل 46 شخصا بينهم أطفال ونساء اليوم في القصف المتواصل في بلدة "الصور" في محافظة دير الزور. يأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه قوات سوريا الديمقراطية من دخول محافظة دير الزور للمرة الأولى في إطار حملة تدعمها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم داعش. ويهدف الهجوم إلى قطع طريق الإمدادات بين الرقة ودير الزور شرق سوريا, كما يزيد من رقعة المساحة التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية منذ المعارك الأخيرة التي خاضتها ضد التنظيم. وكانت الاممالمتحدة قد كشفت أنها تلقت من مختلف مكاتبها انباء عن مقتل 300 مدني في مدينة الباب والمنطقة الشرقة التي تبقى تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي حاثة جميع الاطراف على ضرورة ضمان تنقل وتوصل المدنيين الى الاماكن الآمنة وضمان تنقلهم غير المشروط للمساعدات الانسانية دون اية عوائق.