أكد الجيش الروسي، أمس، أنه تمكن من قصف عدة أهداف إرهابية في سوريا بفضل معلومات قدمتها المعارضة السورية المسلحة؛ في نفي للتهم الغربية الموجهة إليه باستهداف هذه الأخيرة بدلا من المجموعات الإرهابية الناشطة في هذا البلد. وقال الجنرال أندري كارتابولوف رئيس العمليات الروسية في سوريا، بإنشاء مجموعة تنسيق رفض الكشف عن أعضائها، لكنه أكد على وجود "تعاون" يسمح بتوحيد الجهود بين الجيش النظامي الموالي للرئيس السوري بشار الأسد ومقاتلي التنظيمات المسلحة المعارضة له. وأضاف أنه بفضل المعلومات المقدمة من قبل ممثلين عن المعارضة السورية، قصفت 12 طائرة روسية 24 هدفا في مناطق تدمر ودير الزور وشرق حلب، مست، خاصة، مركزا للقيادة تابعا لتنظيم الدولة الإسلامية. وتُعد هذه المرة الأولى منذ تدخّلها العسكري في سوريا، تعلن روسيا عن تنسيق بين قواتها والمعارضة المسلحة المناهضة لنظام الأسد، ضمن رسالة نفي واضحة من موسكو للاتهامات الغربية باستهدافها المعارضة المسلحة "المعتدلة" بدلا من المجموعات الإرهابية. واعتبر الجنرال الروسي القوات المعارضة التي وصفها ب "الوطنية"، بأنها علاوة على أنها "كانت تحارب القوات الحكومية لأربع سنوات، فهي وضعت فكرة الحفاظ على دولة ذات سيادة، وموحدة فوق كل طموحاتها السياسية". ولم يحدد العسكري الروسي هوية هذه "القوات الوطنية" وما إذا كان يشير إلى الجيش السوري الحر أو المجموعات المسلحة الموالية للمعارضة في المهجر أو إلى تلك التي تقر دمشق بوجودها. وتزامن الكشف عن هذا التنسيق مع إعلان المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي مستورا، عن استعداد الأممالمتحدة لاحتضان محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة؛ متى أمكن ذلك ضمن مسعى لوضع حد للصراع الدامي الذي يعصف بهذا البلد منذ أربع سنوات، وأسفر إلى غاية الآن، عن مقتل ما لا يقل عن 250 ألف شخص. وجاءت تصريحات دي ميستورا بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بالعاصمة موسكو. وقال: "سنطلب من كل أطياف المعارضة المشاركة في هذه المحادثات"، التي أكد أنها ستنطلق في أسرع وقت ممكن. وأكد المبعوث الأممي إلى سوريا على وجود مخطط لاحتواء الأزمة السورية، مبني على أساس "بيان جنيف" الذي وقعته القوى العظمى عام 2012، والذي يتضمن إطلاق مرحلة سياسية انتقالية إضافة إلى المحادثات الأخيرة التي احتضنتها العاصمة النمساوية فيينا حول الأزمة السورية. بالمقابل، واصل الطيران الروسي عمليات القصف في سوريا، التي مكنت القوات الحكومية من تنفيذ عمليات عسكرية، حققت على إثرها انتصارات على أرض المعركة. وفي هذا السياق أعلن الجيش النظامي السوري أمس، أنه تمكن من كسر الحصار الذي فرضه مقاتلو الدولة الإسلامية منذ أسبوعين على المنطقة الواقعة تحت سيطرته جنوب شرق حلب شمال سوريا، وأعاد فتح كل الطرق التي تربط أحياء هذه المنطقة بباقي أنحاء البلاد. وكانت حلب ثاني كبرى المدن السورية، قد انقسمت إلى جزءين منذ شهر جويلية 2012، بعدما استولى المسلحون على الجزء الأكبر منها، وبقي الجزء الآخر تحت سيطرة القوات النظامية.