تم اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة اطلاق التوأمة المؤسساتية بين الجزائر-فرنسا-اسبانيا التي تهدف إلى تعزيز قدرات مصالح الحماية المدنية الجزائرية و ذلك بحضور وزير الداخلية و الجماعات المحلية نور السيد بدوي و نظيره الفرنسي برونو لو رو. و جرت مراسم هذه التوأمة الهادفة إلى "تعزيز قدرات مصالح الحماية المدنية الجزائرية" على مستوى الوحدة الوطنية للتدريب و التدخل التابعة للحماية المدنية بالدار البيضاء بحضور وزير الداخلية الاسباني لويس اغيليرا رويز و رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر جون اورورك. و تندرج هذه التوأمة في إطار برنامج دعم تنفيذ اتفاق الشراكة بين الجزائر و الاتحاد الأوروبي. كما أشار ذات المصدر إلى أن عملية التوأمة التي يمولها الاتحاد الأوروبي بملغ 5ر1 مليون أورو و تشرف عليها وزارة التجارة من خلال وحدة تسيير برنامج P3Aتسهم في مسار تعزيز و عصرنة الحماية المدنية. و يشرف على تجسيدها كل من المديرية العامة للحماية المدنية الجزائرية و مجمع أوروبي يضم المديرية العامة الفرنسية للأمن المدني و تسيير الأزمات بصفتها رائدة و عن الجانب الاسباني المديرية العامة للحماية المدنية و حالات الطورائ. كما ستسمح هذه التوأمة التي تدوم 24 شهرا بتحقيق هدف خاص يتعلق بتعزيز قدرات الحماية المدنية في أداء مهمة حماية الأشخاص و الممتلكات و البيئة ومن جهة أخرى تحقيق الهدف العام المتمثل في تعزيز امن السكان من خلال التحسين النوعي لخدمات الحماية المدنية. كما ستسمح هذه التوأمة بتحسين الوقاية من الأخطار و تطوير ثقافة الخبرة في مسار تسيير الأزمات و تعزيز القدرات العملياتية لفرق الحماية المدنية و تحسين كفاءة و انسجام فرق الحماية المدنية عبر التكوين". وسمحت هذه العملية من جانب آخر بتعزيز الكفاءات اللوجيستية في جميع المجالات أخذا بالحسبان الجوانب البيئية. و في إطار هذه التوأمة سيتم القيام تنظيم دورات تكوينية رفيعة المستوى لفائدة الإطارات السامية. في مداخلته خلال مراسم تقديم عملية التوأمة أشار السيد بدوي إلى أن هذا المشروع يندرج في إطار الديناميكية الرامية إلى تعزيز قدرات الحماية المدنية و تحسين تدخلاتها وفقا للمعايير الدولية. و أوضح أنه "بفضل هذا المستوى الرفيع للتعاون برهنت الحماية المدنية الجزائرية باحترافيتها و مهارتها أنها جديرة بالسمعة التي تحظى بها على الصعيدين الوطني و الدولي" مجددة التأكيد على "التزام" الجزائر بمواصلة تطوير تعاونها الثنائي و المتعدد الأطراف في مجال الحماية المدنية مع شركائها من الاتحاد الأوروبي. و بدوره ركز السيد لورو على المستوى "الممتاز" للشراكة بين الجزائر و فرنسا. كما أكد السيد لورو في كلمته أنه "منذ خمس سنوات و بدفع من رئيسي بلدينا تمكنا من ترقية علاقاتنا إلى مستوى لم يسبق بلوغه من قبل" موضحا أن الجزائر تبقى تمثل "أولوية بالنسبة لأوروبا". و ذكر في ذات السياق بتضامن فرنسا خلال فيضانات باب الوادي في 2001 و زلزال بومرداس في 2003 و كذا تدخل أعوان الحماية المدنية الجزائرية خلال شهر أغسطس 2003 خلال عملية اخماد حرائق الغابات بجنوب فرنسا. و استرسل قائلا أن الجزائر أول بلد في المغرب العربي يشارك في آلية الحماية المدنية الأوروبية مما سيشجع كما قال على تطوير تبادل الخبراء و الممارسات الجيدة". و أضاف السيد لورو أنه "بحكم الجهود التي تبذلها الحماية المدنية الجزائرية فهي تعتبر اليوم كواحدة من بين الأنجع في منطقة المتوسط و العالم". و من جهته اعتبر المدير العام للحماية المدنية العقيد مصطفى لهبيري أن عملية التوأمة هاته ستسمح بالاستفادة من الآلية الأوروبية للحماية المدنية و تعبر أيضا على "إرادة مشتركة في التعاون الدائم".