تميزت زيارة العمل التي قام بها الوزير الأول عبد المالك سلال إلى نيامي و التي أختتمت اليوم الجمعة، بالتأكيد على تقاسم وجهات النظر حول مجمل المسائل التي تخص المنطقة و كذا فتح آفاق تعاون جديدة في عدة مجالات بغية تجديد الصداقة و الأخوة التي تطبع العلاقات الجزائرية-النيجرية. و أعرب الوزير الأول بهذه المناسبة عن استعداد الجزائر لتقديم دفع جديد للتعاون الجزائري-النيجري لاعطائه البعد الذي يستحقه بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة في مختلف المجالات. و أشار إلى أن انعقاد الدورة الأولى للجنة المشتركة الكبرى تعد بمثابة فرصة لإجراء تقييم شامل للعلاقات الثنائية و إبراز آفاق جديدة من شأنها أن تقدم دفعا قويا لهذا التعاون. كما أكد السيد سلال في نفس السياق أن انعقاد هذه الدورة "تعكس الارادة المشتركة لمنح بعد جديد للعلاقات الثنائية الجزائرية-النيجرية و طابعا استراتيجيا"، مشيرا إلى أن هذا التعاون يجب أن يشمل جميع القطاعات قصد تطوير الشراكة البراغماتية من خلال تعزيز قدرات الإدماج و التكامل المرجوة سواء على الصعيد الإقليمي أو القاري. و دعا السيد سلال خلال منتدى الأعمال الجزائري-النيجري المنعقد على هامش أشغال الدورة الأولى للجنة المشتركة الكبرى، المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين و النيجرين إلى العمل من أجل تكريس اقتصاد تسيره قواعد مثلى و يكافح الأسواق الموازية و شبكات التهريب الأخرى التي تضر باقتصاد البلدين. كما دعا متعاملي البلدين إلى الانتقال إلى مرحلة أخرى في مجال المبادلات التجارية، مبرزا "ضرورة" تقديم دفع جديد للعلاقات الاقتصادية الجزائرية-النيجرية. توقيع تسع اتفاقات تعاون وبغية تقديم آفاق جديدة للتعاون الجزائري-النيجري، توجت أشغال الدورة الأولى للجنة المختلطة الكبرى بالتوقيع على تسع اتفاقات و مذكرات تفاهم تخص العديد من قطاعات النشاط. و تم التوقيع بهذه المناسبة على اتفاق يقضي بانشاء مجلس للاعمال الجزائريالنيجري، كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال البريد وتكنولوجيات الاعلام والاتصال. واتفق الطرفان الحريصان على تعزيز تعاونهما في مجال تكوين أعوان الشرطة، على توقيع اتفاقية مزدوجة بين المدرسة التطبيقية للشرطة بالصمعة والمدرسة الوطنية للشرطة والتكوين الدائم بنيامي، إضافة إلى التوقيع على مذكرة تفاهم بين الادارة العامة للامن الوطني الجزائري والمديرية العامة للشرطة الوطنية للنيجر لتدعيم التعاون في مجال الشرطة، إلى جانب التوقيع على مذكرة تفاهم في مجال الاتصال. وفيما يخص قطاع الأشغال العمومية، تم التوقيع على بروتكول اتفاق بين الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للأشغال العمومية و مركز تطوير الأشغال العمومية النيجري. وقد وقع أيضا على بروتكول بين المخبر المركزي للأشغال العمومية الجزائري والمخبر الوطني للأشغال العمومية و البناء للنيجر. و ثمن السيد سلال خلال تدخله "النتائج البالغة الأهمية" التي توصلت اليها اللجنة مشيرا إلى ان "الكثير من الآفاق" ارتسمت بفضل رؤية الانفتاح التي تنتهجها الدولتان"، داعيا المتعاملين و كذا المؤسسات العمومية إلى تطوير التعاون بين البلدين بصفة اكبر. تأمين المناطق الحدودية و أشار السيد سلال إلى أن مسؤولي البلدين أعطوا أهمية خاصة لتأمين المناطق الحدودية، باعتباره "جسرا لترقية الصداقة و الأخوة و التعاون المتكامل" إلا أنه يواجه "عراقيل أمنية متعددة"، داعيا إلى استراتيجية مشتركة لمكافحة اللاأمن في المنطقة. و ذكر الوزير الأول بانعقاد الدورة الخامسة للجنة الثنائية الحدودية في يوليو 2015 بنيامي التي سمحت بالتأكيد على أهمية مثل هذه الإستراتيجية التي يجب أن توفر الظروف المواتية لترقية التنمية الإجتماعية و الإقتصادية في هذه المنطقة. و أبرز الوزير الأول أهمية "استكمال المشاريع الثلاثة المهيكلة التي باشرها البلدان أي الطريق العابر للصحراء و أنبوب الغاز العابر للصحراء و خط الألياف البصرية العابر للصحراء، معتبرا أن أن هذه المشاريع "لدى إنجازها ستفضي إلى نتائج مربحة ليس فقط في اقتصاد البلدين بل تنعكس أيضا على البلدان الأخرى للقارة". و تميزت زيارة السيد سلال إلى النيجر باطلاق اسم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة على شارع بنيامي، و ذلك عرفانا للجزائر و للرئيس بوتفليقة "لمساندتهما القضايا العادلة والثابتة للقارة الإفريقية".