نجح الكاتب المسرحي مراد سنوسي مع إنتاجه الجديد "عدة زين الهدة" الذي برمج عرضه العام السبت المقبل بالمسرح الجهوي لوهران في كسب وفاء جمهوره على مر ثلاثة عقود بتأليف عدة مسرحيات ناجحة على غرار "متزوج في عطلة" (2006). ولا تزال البعض من أعماله تجلب إعجاب الجمهور بتحقيق نجاح يعادل ذلك المسجل في السنوات الماضية عقب العرض العام. وأبرز مراد سنوسي في حوار مع /وأج/ أنه يتخذ "الاستماع إلى المجتمع" كقاعدة يرتكز عليها في مسيرته وهو ما يفسر الإقبال الشعبي الذي تحظى به نصوصه مثل مسرحية "متزوج في عطلة" التي تعرض منذ أكثر من عشر سنوات. ويعترف الكاتب المسرحي بأنه "هناك بالتأكيد جرعة كبيرة من الفكاهة في وصفة هذا العرض من نوع المونولوج" وفي عروض أخرى مثل مسرحيته الأخيرة "عدة زين الهدة" الذي يسرد مغامرات مرشح للهجرة السرية. وأشار الى أن الجمهور بحاجة أساسا أن يرى واقعه في المواضيع التي يتم تناولها والتي تكتسي طابع إجتماعي على وجه الخصوص. غير أن الجمهور يستمتع بالمسرحية لجودة أدائها من قبل الفنان سمير بوعناني الممثل المفضل لدى المؤلف سنوسي وأيضا شريكه في فرقتهما "مسرح الناس". "وتضاف مسألى التمويل إلى ضرورة التفكير في مواضيع الساعة ومعالجتها بطريقة فكاهية" كما قال نفس المتحدث مشيدا بكون فرقته قد تمكنت من تعبئة أموالها الخاصة لرصد ميزانية لأخر أعمالها "عدة زين الهدة" مضيفا بأن هذه المسرحية قد تجسدت بفضل مداخيل عرض "متزوج في عطلة" التي تجاوزت عتبة ال 200 عرض سواء في الجزائر أو في الخارج (الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا والمغرب). و قد عرضت هذه المسرحية التي تعد المحطة الرئيسية في قصة نجاح الثنائي سنوسي-بوعناني في قاعات مكتظة عن أخرها في أغلبية القاعات في الوطن وفي الخارج. ويروي هذا المونولوج قصة زوج تمكن من إسترجاع "سعادة العزوبية" إثر غياب زوجته التي سافرت من أجل العلاج. وبالنسبة للمؤلف فإن معايير أخرى تعد أيضا أساسية لنجاح مسرحيته مثل اختيار لغة التعبير وهي العامية. وفي رصيد هذا الكاتب المسرحي زهاء 20 مسرحية سواء كانت من إبداعه أو بالاقتباس من أعمال مستوحاة من التراث الأدبي الوطني والعالمي. وقد ترجمت مسرحيتين الى اللغة الأمازيغية وهما "امرأة من ورق" المقتبسة من كتاب "أنثى السراب" للروائي الجزائري واسيني لعرج و"كذاب.كوم". كما أن هناك العديد من مسرحياته موجهة للأطفال مثل "باب" و"بيبو في باريس" و"الأسد و الحطابة" والتي تم نشرها بالتعاون مع جمعية ترقية المطالعة لدى الأطفال "القارئ الصغير". وقد أنجزت مسرحية "الأسد والحطابة" أيضا كأول رسوم متحركة متوسطة المدة "من صنع جزائري" من توقيع مقدم عبد القادر بالتعاون مع زملائه الرسامين والمختصين في الإعلام الآلي بمؤسسة التلفزيون الوطني. ويشكل المشوار الفني للكاتب المسرحي مراد سنوسي موضوع كتابه بعنوان "رحلة ثلاثون سنة" الصادر في نوفمبر 2015 عن دار النشر "دار البغدادي" الكائن مقرها بالجزائر العاصمة.