أكد المسرحي سمير بوعناني أن فن المونولوج أو بالأحرى »المونودراما« قد ظهر لأول مرة في المسرح الجزائري خلال السبعينات من خلال مسرحية »حمق سليم« للراحل عبد القادر علولة لتليها عروض مسرحية أخرى مثل »حافلة تسير« لعز الدين مجوبي و»باية« وأيضا مونولوج »ما يبقى في الواد غير حجارو« لدليلة حليلو وكذا »فاطمة« لصونيا وكل هذه التجارب كانت بمثابة نقطة البداية أو حجر الأساس الذي بني عليه هذا اللون المسرحي الهام لتتوالى بعدها العروض الناجحة التي تستحق كل الثناء والتشجيع كما أضاف بوعناني في تصريحه للجمهورية أن المونولوج في المسرح الجزائري قد وصل لمرحلة جيدة ومن المنتظر أن يحقق تطورا أكثر ويرقى إلى مستويات أعلى تهتم بمتطلعات واهتمامات الجمهور الجزائري بالدرجة الأولى . وفيما يخص مونولوج »متزوج في عطلة« الذي حقق نجاحا كبيرا وإستقطب الآلاف من عشاق الفن الرابع عبر مختلف ولايات الوطن طيلة خمس سنوات كاملة فقد صرح سمير بوعناني أن هذا النجاح ليس وليد الصدفة بل أتى بعد تجربة واسعة وممارسة طويلة في الميدان المسرحي والتي تفوق 30 سنة من الإبداع والعطاء مؤكدا أن المسرحية قد فاق عدد عروضها المائة عرض ولا زال هذا العمل المسرحي ذو الطابع الفكاهي يعرض للموسم الخامس على التوالي بنفس النجاح الذي لقيه عند أول عرض له سنة 2006 حيث يؤدي سمير بوعناني في هذا المونولوج دور رجل متزوج يستعيد حريته في فترة غياب زوجته المسافرة التي كانت تضايقه وتفرض سيطرتها عليه حيث يروي هذا الأخير كيف رضخ هذا الأعزب ذو المستوى الدراسي المتوسط لضغوطات عائلته ومحيطه ليتخلى عن عزوبيته وحياته المستقلة ويتزوج »ياسمين« البالغة من العمر 35 سنة وهي موظفة وتتمتع بثقافة واسعة فيصور لنا الحالة التي يعيشها أيام العطلة أين تعتريه موجة من السعادة والفرح لغياب زوجته التي سافرت إلى الخارج لعلاج عقم مفترض فيستعيد الزوج حريته ويتذكر كل المعاناة التي تعرض لها خلال سنتين من الزواج. وقد تقمص بوعناني في هذا العرض عدة أدوار فهو في نفس الوقت الزوج والضمير والزوجة والأم فيبدو الزوج أنانيا يكن البغض للمرأة وضعيفا وخائفا ومغرورا في نفس الوقت يمثل كل العيوب التي تجعله رجلا عاديا استولت عليه تكاليف الحياة الزوجية وما تحمله من سعادة وخصام وسوء تفاهم للعلم فإن مونولوج متزوج في عطلة قد لقي نجاحا كبيرا بفرنسا وبعض الدول الأجنبية الأخرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها وقد أرجع الكثير من النقاد المسرحيين والأدباء أن سبب نجاح هذا المونولوج يعود للنص البسيط والديكور الأبسط وكذا الآداء المتميز لسمير بوعناني ولأن العرض قد حاز على إهتمام وفضول الجامعيين بوهران فقد تقرر إدراجه ضمن البحوث الجامعية المبرمجة . وجميع هذه النجاحات قد شجعت الممثل بوعناني على التفكير في إعادة التجربة من جديد من خلال تقديم مونولوج آخر سيكون مفاجأة لجمهوره الكبير الذي أحبه في متزوج في عطلة وتابع عرضه بكل شغف وإهتمام ومن المنتظر أن يعرض هذا المشروع الجديد مع بداية السنة المقبلة حسبما أكده محدثنا. وليس هذا فحسب بل أن الممثل سمير بوعناني يعمل أيضا على التحضير لمشروع آخر عبارة عن مسرحية تربوية وفكاهية موجهة للأطفال من تأليف الكاتب المسرحي مراد سنوسي في حين سيتكفل بوعناني بتصميم العرض الذي من المرتقب أن يكون جاهزا مع بداية الدخول المدرسي المقبل ليتم بعدها التحضير للمونولوج المذكور سابقا . والجدير بالذكر أن هذا الأخير لم يكتف بالتمثيل فقط بل قرر أيضا الولوج إلى عالم الإخراج المسرحي في أول تجربة إخراجية له من خلال مسرحية »الأسد والحطابة« للمؤلف مراد سنوسي وإنتاج المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران في إنتظار خوضه لتجارب مسرحية أخرى فيما يخص الإخراج.