دعا ممثل رئيس سلطة الضبط السمعي البصري أحمد بيوض يوم السبت بمستغانم الى الاسهام في تأسيس خطاب واعلام ديني جديد يحترم حرية الابتكار والتجديد والاجتهاد المنطلق من مبادئ الاسلام الصحيحة. وشدد الدكتور بيوض في كلمته في الملتقى الدولي الثاني حول "الخطاب الديني في وسائط الاعلام : المضامين والهوية" الذي افتتح اليوم على ضرورة "الاسهام في تأسيس خطاب واعلام ديني جديد يحترم حرية الابتكار والتجديد والاجتهاد المنطلق من مبادئ الاسلام الصحيحة البعيدة عن الغلو والشطط والمركزة على التفاسير المتزنة والعلمية والموضوعية للقرآن والسنة لعلماء معروفين بالتوازن العقلي والفكري والنفسي". ودعا الى "الوقوف سدا منيعا أمام قنوات الترويج لخطاب الارهاب والتقتيل والتدمير والقضاء على التعصب" مبرزا ضرورة "انشاء اعلام متخصص ومتشبع ومعرفي". "نحن اليوم في الجزائر يمكن أن نقدم نموذجا مشرفا لأمتنا العربية والاسلامية بحكم تراكم الخبرة والتجربة في مكافحة التطرف والارهاب بشقيه الفكري والمادي", يضيف ممثل رئيس سلطة الضبط السمعي البصري. كما دعا الى "العمل بجد واحترافية تحقيقا للهوية الاسلامية وتعزيزا لقيمنا المجتمعية وسعيا وراء ترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال فيما بين أفراد المجتمع والنهوض بالاعلام الديني مقروءا ومسموعا ومرئيا مع الاستفادة من الامكانيات الاعلامية المتاحة" و كذا "الاسهام في تكوين المواطن القادر على تنمية مجتمعه مع تغذية روح المواطنة وكذا دعم وتنمية التواصل الايجابي التفاعلي مع جميع شرائح المجتمع عن طريق وسائل الاعلام مع تقديم التوجيهات الصحيحة من منظور حضاري وتعزيز الوسطية بين أبناء المجتمع". وأبرز أن سلطة الضبط السمعي البصري تدعو الى العمل مع جميع الفاعلين العلميين والاكاديمين والخبراء والمختصن والاعلاميين والعاملين في حقول الدعوى والجهات ذات القرار ل "إحداث تنظيم فعال للمؤسسات الاعلامية وتقديم بدائل موضوعية وهادفة وذلك في كنف احترام الحق في الحرية والابتكار وبما يضمن الحفاظ على وحدة الامة والمجتمع في مجالات الامن والفكر والانسجام الاجتماعي والتنمية الشاملة وتقوية اللحمة الوطنية". وأكد السيد بيوض سعي مصالحه ل"مرافقة الاعلام الديني من خلال القوانين والنصوص التشريعية الخاصة بالاعلام السمعي البصري", مذكرا بالاتفاق المبرم مع وزارة الشؤون الدينية والاوقاف حول "التنسيق الدائم والمستمر من أجل حماية الاعلام الديني من أي انحراف يضر بالعقائد والعبادات والمعاملات وثوابت ووحدة الامة". وقال أن سلطة الضبط السمعي البصري تهدف الى "تفعيل استراتيجيات للحفاظ على هويتنا الثقافية وقيمنا الاخلاقية وعقيدتنا الاسلامية وذلك باستعمال الوسائط والتقنيات الجديدة للاعلام والاتصال كالانترنت والفضائيات للتأسيس لخطاب ديني نابع من قيم التسامح والوسطية والاعتدال التي هي من صميم مبادئ ديننا الحنيف وتحصين المجتمع واكسابه المناعة لمواجهة افكار التطرف والانحراف والانحلال والتكفير والتدمير والتفجير". للتذكير يشارك في هذا الملتقى الذي يدوم يومين أئمة ودكاترة وأساتذة جامعيون من الجزائر وعدة بلدان عربية وإسلامية ورئيس الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية ورئيس الاتحاد العالمي للتصوف محمد عمر شعلال. وقد حدد خمسة محاور أساسية في الأشغال وهي "الخطاب الديني الاعلامي : ضبط المفهوم والحدود النظرية والمعرفية" و"الخطاب الديني الالكتروني ضمن فضاءات الاعلام الجديد" و"ظاهرة تعدد الخطابات الدينية داخل القنوات الفضائية" و"مشهد الخطاب الديني المتطرف ضمن وسائط الاعلام الكلاسيكية والجديدة" و"تفكيك الخطاب الديني للإعلام داخل الوسط الافتراضي". وينظم هذا الملتقى الدولي بمبادرة من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع مخبر الدراسات الاتصالية والاعلامية لجامعة مستغانم.