دعا رئيس سلطة الضبط لقطاع السمعي البصري ميلود شرفي يوم الاثنين بمستغانم الى "التأسيس لإعلام ديني جديد يحترم حرية الابتكار والتجديد والاجتهاد والمنطلق من مبادئ الإسلام الصحيحة". وفي كلمة ألقاها خلال أشغال الملتقى الدولي الأول حول "الإعلام الديني" دعا السيد شرفي إلى "التأسيس لإعلام ديني جديد يحترم حرية الابتكار والتجديد والاجتهاد والمنطلق من مبادئ الإسلام الصحيحة البعيدة عن الغلو والشطط والمرتكزة على التفاسير المتزنة والعلمية الموضوعية للقرآن الكريم والحديث النبوي الشريف". كما أشار الى أهمية "التأسيس لخطاب ديني نابع من قيم التسامح والوسطية والاعتدال التي هي من صميم مبادئ ديننا الحنيف ولتحصين المجتمع وإكسابه المناعة لمواجهة أفكار التطرف والانحراف والتكفير والتدمير والتفجير التي أضحت لها منابرها الإعلامية ووسائطها الناقلة لأفكارها ومواقعها المعولمة لأنشطتها". وأضاف أن "إعلام التضليل والفتنة الدينية والمذهبية والطائفية والأثنية يدعونا إلى الحرص أكثر من ذي قبل إلى التدخل بصرامة وحزم إلى تطبيق القانون ودون هوادة على الجميع". وشدد أن مصالحه "لن تدخر أي جهد في تنظيم هذا النوع من الإعلام أمام الفوضى الحاصلة في بعض أجهزة السمعي البصري وذلك لحماية هويتنا العقيدية من كل أصناف وضروب التشويه وخطاب الغلو والعنف والتي هي تدمير للشعوب" مبرزا أن "إعلام ما يسمى بداعش يمثل النموذج الأسوأ في هذا المقام". كما دعا رئيس سلطة الضبط للسمعي البصري جميع الفاعلين العلميين والأكاديميين والخبراء والمختصين والعاملين في حقول الدعوة والجهات ذات القرار الى العمل على إحداث "تنظيم فعال للمؤسسات الإعلامية الدينية وتقديم بدائل موضوعية وهادفة وذلك في كنف احترام الحق في الحرية والابتكار وبما يضمن الحفاظ على وحدة الأمة والشعب". وركز السيد شرفي على أهمية التوعية بالمفاهيم والقيم الإسلامية في شتى مجالات الحياة والإسهام في تكوين المواطن القادر على تنمية مجتمعه مع تغذية روح المواطنة ودعم تنمية التواصل الإيجابي التفاعلي مع جميع شرائح المجتمع عن طريق وسائل الإعلام مع تقديم التوجيهات الصحيحة من منظور حضاري وتعزيز الوسطية فيما بين أبناء المجتمع. وأكد أن "الجزائر يمكن أن تقدم نموذجا مشرفا لأمتنا العربية والإسلامية بحكم تراكم الخبرة والتجربة في التعامل مع التطرف والإرهاب بشقيه الفكري والمادي". وقد أشرف وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى على افتتاح أشغال هذا الملتقى الدولي الذي يندرج في إطار تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" بحضور وزير الشؤون الدينية والأوقاف السابق بوعبد الله غلام الله ومشايخ الزوايا وأئمة وأساتدة وباحثين من مختلف جامعات الوطن والأردن والسودان والعربية السعودية ومصر وماليزيا والبحرين. وقد حدد لهذا اللقاء أربعة محاور أساسية تخص "المدخل المفاهيمي للإعلام الديني والمفاهيم المقاربة له" و"طموحات وأفاق الإعلام الديني" و"فلسفة الإعلام الديني" و"تحديات الإعلام الديني : البحث في الواقع والإشكالات" فضلا عن تقديم سلسلة من المحاضرات في هذا المجال. وينتظم الملتقى بمبادرة من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع مخبر دراسات الإعلام والاتصال لجامعة عبد الحميد بن باديس لمستغانم. وتقام أشغال اليومين الأولين للملتقى بمستغانم على أن تحتضن جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة اليوم الثالث والأخير (28 مايو).