أكد المدير العام للغابات عبد المالك عبد اللطيف يوم الخميس بالجزائر العاصمة أن التقليص من حرائق الغابات التي تتلف سنويا 30.000 هكتار في الجزائر لن يكون ممكنا إلا بمشاركة المواطنين الذين يسكنون بجوار الغابات و الذين يعتمد عليهم أعوان الغابات للتحكم في الحرائق و التقليص من الخسائر. و اوضح السيد عبد اللطيف خلال اجتماع اللجنة الوطنية لحماية الغابات تحضيرا لانطلاق حملة مكافحة هذه الظاهرة في الفاتح يونيو المقبل ان "حرائق الغابات ليست فقط قضية المديرية العامة للغابات و انما هي قضية الجميع سيما سكان الجوار حيث تم تسجيل نتائج مشجعة بفضل مشاركة اولئك السكان". و لاشراك هؤلاء السكان في جهاز مكافحة الحرائق انشات المديرية العامة للغابات لجانا تشارك بنشاط في سياسة التحسيس كما انهم يعتبرون فاعلا اساسيا في التدخل الاولي. كما يراهن اعوان الغابات على جمعيات حماية البيئة فضلا عن انشاء جهاز يهدف الى تحسين الظروف المعيشية للسكان من خلال تهيئة المساحات المخصصة للاستغلال. و ذلك يسمح -حسب ذات المسؤول- للسكان المتاخمين لتلك الغابات بانشاء نشاطات معاشية و حماية الغابة في ذات الوقت. كما اشار الى ان "الخسائر كانت ستصبح كبيرة لولا تجنيد المواطنين و لجان سكان جوار الغابات و المشاركة النشطة للحركة الجمعوية" مضيفا ان جميع الجهود يجب ان تنصب حول هذا الجانب حتى نتمكن من التحكم في الحرائق لان ذلك يسمح لنا بالتدخل في الوقت المناسب. و من اجل ذلك تقوم المديرية العامة للغابات كل سنة بتخصيص ميزانية لتوظيف اعوان مراقبة خلال فترة الحرائق (يونيو و يوليو و اغسطس) اما هذه السنة فقد بلغ عدد الاعوان الذين تم توظيفهم 4000 عون موسمي فيما سيتم تعزيز جهاز مكافحة الحرائق من خلال التحسيس و اشراك سكان الجوار. كما ستشارك 3120 لجنة سكان خلال هذه السنة في اعمال الوقاية من حرائق الغابات و التحسيس و الانذار و التدخل في بؤر الحرائق المندلعة. و تابع السيد عبد اللطيف قوله ان الحكومة قد وافقت على اقتناء المديرية العامة للغابات لمركبات و شاحنات بصهاريج خاصة بحرائق الغابات. و امام "تزايد عدد الحرائق -يضيف ذات المسؤول- التي فاقت احيانا 3000 حريق سنويا سيما خلال السنوات الاخيرة اضحى من الضروري تجنيد جميع القطاعات و الجماعات المحلية و المواطنين وذلك من اجل مواجهة هذه الافة المضرة بالثروة الغابية". و حسب خبيرة في منظمة الأغذية و الزراعة فإن الجزائر تخسر كل سنة 1 % من ثروتها الغابية بسبب الحرائق أي أنها تحتل المرتبة الثالثة متوسطيا بعد البرتغال و ايطاليا. أكثر من 18.300 هكتار مسنها الحرائق في سنة 2016 و أشارت حصيلة المديرية العامة للغابات أن الحرائق قضت على ما مساحته 18.370 هكتار سنة 2016 مقابل 13.010 هكتار في سنة 2015. و تعد سيدي بلعباس و بجاية و تيزي وزو الولايات الأكثر تضررا بنسبة 52 % من المساحة الإجمالية إضافة إلى منطقة الشرق التي كبدتها النيران خسائر تليها منطقة الوسط و الغرب. و يعتبر السيد عبد اللطيف أن العنصر البشري هو 100% السبب الرئيسي. و أفضت تحقيقات حراس الغابات إلى أن 77% من الحرائق المسجلة سنة 2016 وعددها 3.150 حدثت ما بين الساعة العاشرة صباحا و السادسة مساء. و احصت من جهتها الحماية المدنية 19.302 شجرة نخيل و 100.000 شجرة مثمرة و 450.000 حزمة تبن قضت عليها النيران في الصيف الماضي مسجلين 17.277 تدخلا في سنة 2016. أما بخصوص حملة مكافحة الحرائق لسنة 2017 فإن الحماية المدنية أطلقت أعمالا وقائية منذ منتصف شهر ماي إضافة إلى تعبئتها*** ل495 وحدة للتدخل الأولي و وسائل المكافحة التي سيتم وضعها في الغابات الكثيفة لاسيما في موسم الحر. و صرح ممثل الحماية المدنية السيد سعيد لحياني أن هذا الهيكل تزود ب 272 شاحنة ستدخل حيز الخدمة خلال هذه الحملة إضافة إلى 22 فرقة متنقلة تضم مالا يقل عن 12.400 عنصر من جميع الرتب. و تتشكل اللجنة الوطنية لحماية الحرائق من مثلين عن 12 وزارة و 12 هيئة وطنية على علاقة مع حماية الغابات.