أكد المدير العام للغابات عبد المالك عبد اللطيف أن التقليص من حرائق الغابات التي تتلف سنويا 30.000 هكتار في الجزائر، لن يكون ممكنا إلا بمشاركة المواطنين الذين يسكنون بجوار الغابات، والذين يعتمد عليهم أعوان الغابات للتحكم في الحرائق والتقليص من الخسائر. وأوضح السيد عبد اللطيف خلال اجتماع اللجنة الوطنية لحماية الغابات يوم الخميس تحضيرا لانطلاق حملة مكافحة هذه الظاهرة في الفاتح جوان المقبل، أن «حرائق الغابات ليست فقط قضية المديرية العامة للغابات، وإنما هي قضية الجميع، سيما سكان الجوار؛ حيث تم تسجيل نتائج مشجعة بفضل مشاركة أولئك السكان». وأشارت حصيلة المديرية العامة للغابات إلى أن الحرائق قضت على ما مساحة 18.370 هكتارا سنة 2016 مقابل 13.010 هكتارات في 2015. وتُعد سيدي بلعباس وبجاية وتيزي وزو الولايات الأكثر تضررا بنسبة 52 % من المساحة الإجمالية، إضافة إلى منطقة الشرق التي كبّدتها النيران خسائر، تليها منطقة الوسط والغرب. ويعتبر السيد عبد اللطيف أن العنصر البشري هو 100% السبب الرئيس. وأفضت تحقيقات حراس الغابات إلى أن 77% من الحرائق التي سُجلت سنة 2016 وعددها 3.150 حريقا حدثت ما بين الساعة العاشرة صباحا والسادسة مساء. ولإشراك هؤلاء السكان في جهاز مكافحة الحرائق أنشأت المديرية العامة للغابات لجانا تشارك بنشاط في سياسة التحسيس، كما أنهم يُعتبرون فاعلا أساسيا في التدخل الأولي. كما يراهن أعوان الغابات على جمعيات حماية البيئة، فضلا عن إنشاء جهاز يهدف إلى تحسين الظروف المعيشية للسكان من خلال تهيئة المساحات المخصصة للاستغلال، وذلك يسمح -حسب ذات المسؤول- للسكان المتاخمين لتلك الغابات، بإنشاء نشاطات معاشية وحماية الغابة في ذات الوقت. كما أشار إلى أن «الخسائر كانت ستصبح كبيرة لولا تجنيد المواطنين ولجان سكان جوار الغابات والمشاركة النشطة للحركة الجمعوية»، مضيفا أن «جميع الجهود يجب أن تنصبّ حول هذا الجانب؛ حتى نتمكن من التحكم في الحرائق؛ لأن ذلك يسمح لنا بالتدخل في الوقت المناسب».