حذر سفير الجزائر لدى بلجيكا، عمار بلاني، من إمكانية التأثير السلبي للمسار الذي باشره الاتحاد الاوروبي مع المغرب في إطار اتفاق الشراكة على السلم والاستقرار في منطقة المغرب العربي معربا في هذا الصدد عن انشغالات الجزائر. وأشار الدبلوماسي الجزائري في حوار لمجلة آفريك آزي نشر يوم السبت على موقعها الالكتروني إلى أن انشغالات الجزائر تتمثل في عدم توافق بنود المفاوضات كما هي مسندة للجنة الاوروبية مع احكام قرار محكمة العدل الاوروبية فما يتعلق بتعديل بعض الأجزاء من اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب قصد وضع وسم المصدر المغربي على المنتوجات القادمة من الصحراء الغربية. وتتعلق المفاوضات بالنسبة للسفير الجزائري بتوسيع مجال تطبيق اتفاق الاتحاد الاوروبي والمغرب ليضم اقليم الصحراء الغربية المتنازع عليه مشيرا إلى ان هذا الاجراء يصب في صالح المغرب وينتهك الشرعية الدولية بما في ذلك قرار محكمة العدل الاوروبية الصادر في 21 ديسمبر 2016 والذي ينص على أن الاتفاق القائم بين الاتحاد الأوروبي والمغرب غير قابل للتطبيق على الأراضي الصحراوية . وابرز سفير الجزائر لدى الاتحاد الأوروبي أن اجراء اللجنة يخالف كذلك تصريحات مسؤولين أوروبيين من بينها تصريح المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة و المناخ ميغيل أرياس كانيتي في يناير 2017 وكذلك الممثلة السامية للاتحاد الاوروبي فريدريكا موغيريني التي اعترفت في مراسلة كتابية مؤرخة في 4 مايو الفارط مجيبة على سؤال نائب أوروبي أن الصحراء الغربية مسجلة ضمن قائمة الاممالمتحدة للأقاليم الغير مستقلة وان الوضع النهائي لا يزال موضوع مسار المفاوضات التي تجرى تحت اشراف الأممالمتحدة إذ لا يمكن للاتحاد الاوروبي أن يستبق نتيجة هذه المفاوضات. وأوضح السيد بلاني أن اللجنة الأوروبية لا تنوي اشراك جبهة البوليساريو الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي في مسار المفاوضات الجارية بسبب الضغوطات التي تمارسها حكومات أوروبية حليفة للمغرب كي لا تثير استياءه. كما أشار ذات المتحدث إلى أنه يرتقب خلال الدور المقبل من المفاوضات التي ستجرى يومي 18 و 19 يوليو بالرباط أن تكرس بنود هذه المفاوضات الموجهة إلى التحايل على قرار محكمة العدل الأوروبية مؤكدا أن اجتماع هذه العناصر يمكن أن يولد وضعا سلبيا للغاية من شأنه ان يؤثر على سير المسار السياسي للأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي يحاول إعادة بعثه بدعم مشترك من أعضاء مجلس الامن الأممي وذلك في ظرف عدة أسابيع فقط من تعيين الالماني هورست كوهلر كمبعوث شخصي للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء الغربية. واعتبر السيد بلاني أن المغرب يعزز بشكل تدريجي ولا بمبالاة غير متناهية احتلاله غير الشرعي للإقليم الصحراوي إذ رسم حدوده بشكل منفرد مشددا على أن اجراء اللجنة الاوروبية هو بمثابة مكافأة على تعنت المغرب الذي اعتبر ذلك تشجيعا له لمواصلة أعماله المعيقة لمسار تسوية النزاع وكذا تعزيز احتلاله لإقليم لا تعترف أي دولة في العالم بسيادة المغرب عليه.