دعا رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج ما وصفهم ب"المتدخلين سلبا" في شؤون بلاده إلى "رفع أيديهم عن ليبيا" محذرا من استمرار وجود مجموعات مسلحة بصور ومسميات عديدة قبل أن يحمل الأطراف السياسية الليبية مسؤولية ما آلت إليه البلاد. وقال السراج في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي أمس السبت "لقد تعاملنا بشكل متوازن مع دول العالم فنحن لسنا رهينة للأجنبي" مضيفا "قلنا للمتدخلين سلبا في شؤوننا ومازلنا نقول أرفعوا أيديكم عن ليبيا وقد أوضحنا أن طلب المساعدة للنهوض بالوطن ومكافحة الارهاب ليس طلبا +للتدخل+ و +ليس انتهاكا للسيادة+ فعندما نتحد ونحترم أبناء شعبنا ونرفع من شأنهم وننهض ببلادنا فبذلك فقط يحترمنا العالم وتتحقق السيادة". واعتبر رئيس المجلس الرئاسي الليبي الملف الأمني من أكثر الملفات الشائكة في ظل "وجود مجموعات مسلحة بصور ومسميات عديدة الى جانب خطورة انتشار السلاح" معربا عن ايمانه ب"قدرة الليبيين على إخراج البلد من هذه المعضلة دون خسائر في الأرواح وتجنب تدمير منشآت الشعب وممتلكات المواطنين". وأشاد بعمل الأجهزة الامنية الليبية وقدرتها على مواجهة الفوضى وإثبات حرصهم على أمن المواطن مهما كانت التضحيات قائلا: "لا يفوتنا أبدا أن نتذكر أبطالنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل القضاء على الارهاب رغم الحظر المفروض وقلة الامكانيات من أجل أن تهنأ البلاد". وفي السياق ذاته حمل الأطراف السياسية مسؤولية ما آل إليه الوضع مشيرا إلى أن "الآفة استفحلت بسبب انشغالنا في خلاف الأخ مع أخيه والصراع وراء سراب السلطة ومحاولة السيطرة على مقدرات الدولة ومواردها". كما ناشد الليبيين "توحيد الصفوف وتقديم التنازلات وإن كانت مؤلمة للوصول بهذا الوطن إلى بر الآمان". السراج يدعو إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في 2018 وفي سياق آخر اقترح السيد السراج خارطة طريق للمرحلة القادمة تهدف لإخراج ليبيا من الازمة وفقا لمخرجات الاتفاق السياسي و تتضمن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في مارس 2018. وتضمنت الخارطة الدعوة إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مشتركة في شهر مارس2018 تفرز رئيسا للدولة وبرلمانا جديدا تستمر ولايتهما ثلاث سنوات كحد أقصى أو حتى الانتهاء من إعداد الدستور والاستفتاء عليه ويتم انتخاب رئيس الدولة بشكل مباشر من الشعب. كما اقترح أن يستمر العمل بالاتفاق السياسي وحكومة الوفاق الوطني الى أن يتم تسمية رئيس الحكومة الجديدة من قبل رئيس الدولة المنتخب واعتماد حكومته من قبل البرلمان. وشملت خارطة الطريق على أن تقوم المفوضية العليا للانتخابات وبالتنسيق مع الأممالمتحدة وبمساعدة جامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي والاتحاد الأوروبي بالإعداد والاشراف ومراقبة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. وتحت إشراف وتسيير من الأممالمتحدة يقوم مجلس النواب ومجلس الدولة بتشكيل لجان للحوار لتناقش فيما بينها و مع مؤسسات المجتمع المدني ومن خلال حوار مجتمعي إعداد مشروع قانون الانتخابات ومقترح التعديل الدستوري لتحديد صلاحيات رئيس الدولة وملامح المرحلة الجديدة. كما شملت الاعلان عن وقف إطلاق النار وجميع أعمال القتال في كافة أنحاء البلاد إلا ما يخص مكافحة الارهاب المنصوص عليه في الاتفاق السياسي الليبي والمواثيق الدولية كما يقوم مجلس النواب ومجلس الدولة بتشكيل لجان مشتركة للبدء في دمج مؤسسات الدولة السيادية المنقسمة. وبحسب ذات الخارطة تقوم حكومة الوفاق الوطني بضمان توفير الخدمات والاحتياجات اللازمة للمواطنين في كل المناطق وتلتزم جميع المؤسسات القائمة في البلاد بالتعاون وضمان فصل الصراع السياسي عن توفير هذه الخدمات مع التزام مصرف ليبيا المركزي بتنفيذ سياسات نقدية بشكل عاجل لضمان علاج مشكلة توفير السيولة وضبط سعر صرف الدينار الليبي. وأن يتم انشاء المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية مكون من مائة عضو ويكون أعضاء هذا المجلس من أعيان وحكماء قبائل مدن ليبيا ومؤسسات المجتمع المدني والمرأة والشباب يراعى في اختيارهم جميع الأطياف السياسية والفكرية دون اقصاء أو تهميش ومن مهام هذا المجلس الاعداد لمؤتمر ليبيا للمصالحة الوطنية ودراسة آليات تطبيق العدالة الانتقالية وجبر الضرر والعفو العام وانشاء لجان للمصالحة بين المدن وخلق الأجواء المناسبة لحوار مجتمعي لإنجاح الانتخابات التشريعية والرئاسية والاستحقاق الدستوري. نداء إلى الشعب الليبي للمشاركة في إنجاح الاستحقاق وتحقيق المصالحة وفي ذات الإطار أكد السراج على تساوي الليبيين في الحقوق والواجبات مهما كانت انتماءاتهم السياسية أو توجهاتهم الفكرية وأن "المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ليس طرفا في الصراع" ولم يأت لدعم طرف ضد آخر وهذه المبادرة هي "مقترح لاستكمال الاتفاق السياسي والمسار التوافقي وليست بديلا عنه". كما دعا إلى عودة النازحين والمهجرين ولم الشمل تحت راية الوفاق الوطني الحقيقي مشددا على ضرورة مراعاة مبدأ الفصل بين السلطات والتداول السلمي على السلطة مع تفعيل آليات العدالة الانتقالية وجبر الضرر والعفو العام من أجل تحقيق مصالحة وطنية شاملة. وأكد على أهمية المحافظة على الموارد الوطنية ومؤسسات الدولة الاقتصادية والمالية مع "ضمان التوزيع العادل للثروات لكل الليبيين". وفي ختام كلمته ناشد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية الشعب الليبي المشاركة الايجابية لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة والبناء.