حيا فنانون ورجال ثقافة اليوم الأربعاء ذكرى الفنان بلاوي الهواري أيقونة الأغنية الوهرانية الذي وافته المنية بوهران صبيحة اليوم عن عمر يناهز 91 عاما واصفين إياه ب"أحد معالم" الأغنية الجزائرية. وأعرب الشاب مامي في اتصال هاتفي مع واج عن بالغ حزنه لرحيل بلاوي الهواري محييا ذكراه قائلا أنه "من فتح له الأبواب ووضعه تحت جناحه" منذ بداياته الأولى بوهران مثله مثل الكثير من الفنانين آنذاك. وأضاف الشاب مامي أن رحيل بلاوي الهواري "خسارة كبيرة للثقافة الجزائرية" ول"الأغنية الوهرانية المعاصرة التي كان من أعمدتها" رفقة المغني الكبير الآخر أحمد وهبي الذي توفي في 1993. وتعاون "أمير الراي" مع بلاوي الهواري حيث كتب ولحن له الفقيد اثنتين "من أهم أغانيه الناجحة" وهما "الغالية" و"ما عندي حاجة في الناس" يقول الشاب مامي الذي يؤكد في نفس الوقت أنه "بفضل بلاوي الهواري تمكن هو وغيره من فناني الراي من بلوغ الشهرة العالمية". وأعرب من جهته الشاب خالد -الذي يعتبر من أبرز تلامذة الراحل وأنجحهم فنيا- في اتصال هاتفي عن "حزنه الكبير" لرحيل بلاوي الهواري محييا في سياق كلامه ذكرى من اعتبره "أبا ورفيقا وأستاذا" يقول "ملك الراي" الذي أدى مؤخرا زيارة للفقيد. وقال الفنان والموسيقي العازف على آلة الترومبيت مسعود بلمو وهو من رواد أغنية الراي أن بلاوي الهواري "من مؤسسي ورواد" الأغنية الوهرانية إلى جانب الفنان الراحل أحمد وهبي مضيفا أنه "شيخنا الذي سبقنا إلى الفن ونحن نكن له كل التقدير والإحترام". وأما عازف الغيتار المعروف لطفي عطار من فرقة "راينا راي" فقد أكد بأن الثقافة الجزائرية "فقدت من جعل الجمهور "يعيد اكتشاف" الشعر البدوي وبعض الآلات الموسيقية التي ألهمت فرقته في مسيرتها الهادفة لعصرنة الراي. وعدد لطفي عطار خصال الراحل واصفا إياه بالفنان "المتواضع الذي لا يحب الأضواء" والذي لطالما شجع الشباب على "تخطي الأساليب الموسيقية المعتادة وإيجاد لمسات شخصية" خاصة بهم مذكرا في سياق كلامه بلقائه مع بلاوي الهواري في 1982 في إطار إعادة تقديم أغانيه "يا حمامة" و"زبانة" و"ميمونة". وقال من جهته عبد القادر بن دعماش رئيس المجلس الوطني للفنون والآداب أن الراحل كان "مرجعا لا يضاهى لكل فناني الأغنية الوهرانية" مذكرا ببداياته الفنية في الخمسينيات من القرن الماضي لما كان مغني وأيضا عازف على آلة الأكورديون. وأضاف بن دعماش أن الفقيد كان "إنسانا وفنانا محبوبا يعيش حياته بعيد عن الاضواء" وقد كان يعتبر الاحترام "ثروته في هذه الحياة". وكان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة قد بعث ببرقية تعزية الى كافة افراد اسرة المرحوم أكد من خلالها أن الجزائر والساحة الفنية والثقافية فقدت فيه قامة أغنت الذوق الوطني العام والانساني على مدى عقود كثيرة. كما بعث رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح برسالة تعزية أشاد فيها بخصال الفقيد الذي يعتبر "رمزا من رموز" الفن في الجزائر. ويعتبر بلاوي الهواري المولود في 23 يناير 1926 بحي المدينة الجديدة بوهران من كبار رموز الأغنية الوهرانية حيث تأثر في بداياته بالشيخ محمد سماش الذي تولاه بالرعاية والتوجيه قبل أن يتأثر بكبار فناني وملحني الموسيقى الشرقية. وكان للفقيد الفضل في تأسيس الأغنية العصرية من رحم الأغنية البدوية التي احتك الراحل بالعديد من روادها وشعرائها. ويزخر مشواره الفني بأزيد من 500 أغنية ألهمت العديد من نجوم الأغنية الوهرانية والرايوية خلال سنوات الثمانينيات على غرار الشباب خالد الذي أعاد أداء البعض منها وقد استفاد خالد إلى جانب فنانين آخرين من تلحين بلاوي الهواري في انجاز أغاني حظيت بالشهرة والرواج العالمي. ومن أشهر أغاني بلاوي الهواري "بيا داق المور" و"راني محير" التي أداها سنة 1955 و"المرسم" و"يا فارس" وأغنية "زبانة" التي أهداها لروح الشهيد البطل أحمد زبانة. وووري جثمان الفقيد الثرى اليوم بعد العصر بحضور حشد كبير من أبناء مدينة وهران ورسميين.