نوه الرئيس المدير العام لسوناطراك عبد المؤمن ولد قدور يوم الأربعاء بأدرار بالتقدم الذي حققته المؤسسات الوطنية في انجاز المشاريع الغازية و النفطية، مع الإشارة إلى بعض النقائص التي يجب تداركها. و أوضح السيد ولد قدور أن "رؤية المؤسسات الوطنية تنجز هذا النوع من المنشآت المعقدة و في ظروف مناخية و طبيعية صعبة جدا يعتبر أمرا رائعا، لذلك يجب تشجيعها و مرافقتها حتى تتطور أكثر رغم التأخرات المسجلة في تسليم تلك المنشآت". و أدلى السيد ولد قدور بهذه التصريحات على هامش زيارة العمل و التفقد التي قام بها إلى مشروع مركب مجمع توات غاز بواد زين (ادرار). و أضاف الرئيس المدير العام لسوناطراك أن غالبية مشاريع الشركة سجلت تأخرا لكن "يجب أن نتعلم من هذه التأخيرات حتى لا تقع الأجيال القادمة في ذات الأخطاء". و تابع قوله أن هناك نقائص يجب تداركها في تسيير المشاريع و مهارات يجب تطويرها، سيما لدى سوناطراك التي تعد المؤسسة الأولى في الجزائر. أما بخصوص مشروع توات غاز الذي سيتم استلامه في فبراير 2017 لكنه يعرف تأخرا بأحد عشر شهرا حسب توقعات المؤسسة، فقد أكد السيد ولد قدور أن المشروع قد سجل تقدما كبيرا منذ زيارته الأخيرة في يونيو 2017 ، إلا انه لا زال يعرف تأخرا مما يتطلب تدارك تأخر معتبر. في هذا الصدد، طلب من مسؤولي المشروع تسريع وثيرة أشغال الانجاز حتى تتم عملية التسليم في الآجال المحددة. تجدر الإشارة إلى أن مشروع توات غاز الذي يعد ثمرة شراكة بين سوناطراك و انجي (فرنسا) سينتج 12.8 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، أي 4.5 مليار متر مكعب سنويا و 344 متر مكعب من المكثفات يوميا. و يتم انجاز هذا المشروع الذي تقدر تكلفته الاستثمارية ب1.1 مليار دولار (55 % من سوناطراك و 45 % من انجي الفرنسية) من قبل عدة مؤسسات جزائرية، من بينها المؤسسة الوطنية للأشغال البترولية الكبرى و الشركة الوطنية للهندسة المدنية و البناء، و كذا المؤسسة الاسبانية تيكنيكاس ريونيداس. و تتوفر هذه المنشاة التي تم تمديد أجال استلامها إلى نهاية الثلاثي الأول 2018 على 9 حقول غازية تتوفر على 21 بئرا من بينها 3 مهيأة للاستغلال. في هذا الصدد، أكد السيد ولد قدور أن مجمع سوناطراك سيستلم عديد المشاريع الغازية بحلول مطلع 2018 ، مما سيسمح بزيادة مستوى إنتاجها الغازي و هي مشاريع مجمع رقان و مجمع تيميمون و حاسي بارودا التي سيتم استلامها قبل نهاية 2017 ، في حين أن مشروعين آخرين هما توات غاز و امغار فمنتظرين خلال الثلاثي الأول 2018. كما أشار المسؤول ذاته إلى أن الإنتاج الوطني للغاز سيشهد ارتفاعا اكبر ابتداء من 2019 و 2020 مما سيسمح بتوفير كميات أخرى تخصص للتصدير. المؤسسات الوطنية مطالبة بالمشاركة أكثر من اجل التكفل بمخطط تطوير سوناطراك و أوضح السيد ولد قدور في هذا السياق ان سوناطراك لديها الإمكانيات لتجسيد التزاماتها مع شركائها الأجانب في مجال تصدير الغاز الطبيعي. و أضاف أن المجمع بصدد استرجاع كميات هامة من الغاز الطبيعي بفضل استراتيجيته الجديدة للتوسع، مؤكدا أن بإمكان المجمع يضع في السوق مع نهاية السنة 93 مليار م3 في السوق من بينها 53 مليار م3 مخصصة للسوق الخارجية. كما أكد على ضرورة الرفع من التكلفة سواء عند الإنتاج أو البيع، سيما في الظرف الحالي المتميز بالانخفاض الكبير لأسعار برميل النفط في الأسواق العالمية قائلا : "لما كان برميل النفط يساوي 150 دولار كنا مرتاحين لكن بسعر 50 دولار يجب علينا الحذر أكثر". و أشار في هذا الخصوص إلى أن سوناطراك في تفاوض مستمر مع شركائها الأجانب من أجل إيجاد مقاربات اقتصادية جديدة يجب أن تقوم عليها العقود المقبلة. و في رده على الصحافة حول الاستثمارات المقبلة للمجمع، أبرز السيد ولد قدور أن سوناطراك ستستثمر خمسين مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة أي بمعدل 10 مليار دولار سنويا في جميع المجالات (الاستكشاف و الاستغلال و التكوين...). و تابع قوله أن الأرقام الدقيقة للاستثمارات التي تنوي سوناطراك استثمارها ستكون جاهزة بحلول سنة 2018. كما أوضح السيد ولد قدور ان مخطط التطوير لا يخص سوناطراك فقط كشركة ام و لكن يخص فروعها أيضا. و أضاف انه "يجب على فروعنا أن تتطور كذلك لان لديها الكثير لتتعلمه و يجب مساعدتها على تحقيق ذلك". و قال في هذا السياق أن سوناطراك ستعرض مخطط التطوير على جميع المؤسسات الوطنية العمومية و الخاصة في أفاق نهاية 2017 ، أو مطلع سنة 2018 ، معتبرا أن "ذلك سيسمح بمعرفة ما يمكنها تحقيقه و ما ينقص لتجسيده و انطلاقا من ذلك يمكننا تحديد جميع احتياجاتنا و السعي لتحقيقها حتى نتمكن جميعا من المضي قدما إلى الأمام". و دعاهم في هذا الخصوص إلى المشاركة أكثر في انجاز المشاريع الغازية و النفطية و تطوير مهاراتهم من اجل الحصول على عقود انجاز و التكفل بمخطط تطوير سوناطراك.