اشرف يوم الثلاثاء الأمين العام بوزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري السيد كمال شادي و المدير العام للوكالة الفضائية الجزائرية السيد اوصديق عز الدين على إمضاء اتفاقية تعاون بين الطرفين على هامش الورشة التقنية المشتركة بين وزارة الفلاحة و وكالة الفضاء الجزائرية. تهدف هذه الاتفاقية إلى تحديد مجالات استخدام تكنولوجيات الفضاء و تطبيقاتها في دراسة و تنفيد مشاريع التنمية الفلاحية و الغابية و الصيد البحري ذات الطابع الاستراتيجي و أثارها على الأمن الغذائي و تحسين الظروف المعيشية. من خلال هذه الاتفاقية ستوفر الوكالة الفضائية الجزائرية لوزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري أدوات علمية مبنية على صور الأقمار الصناعية و نظم المعلومات الجغرافية التي تسمح برصد دائم لتطور مساحات الإنتاج الفلاحي و تنميتها، رصد الظواهر الطبيعية، تنبؤات المردود الفلاحي،و انجاز الخرائط الموضوعاتية المساعدة في تحليل و اتخاد القرارات المناسبة. بالإضافة، فإنها تساهم في التنبؤات المحتملة بتطور المناطق الطبيعية و إتخاد التدابير للحفاظ عليها و حمايتها. و سيتم استخدام الصور الفضائية "السات" في مجالات التعاون المتعلقة بالغابات و المناطق الرطبة، الصيد البحري و تربية المائيات، مكافحة الجراد و حماية النباتات و تنفيذ الخرائط الموضوعاتية المتعلقة بالتنمية الفلاحية. و أوضح السيد اوصديق على انه ليست المرة الأولى التي تتعامل فيها الوكالة الفضائية الجزائرية مع وزارة الفلاحة، مشيرا على وجود مشاريع مشتركة بين الطرفين في مجال مكافحة ظاهرة التصحر باستعمال صور أقمار صناعية و مشاريع أخرى، فيما يخص حرائق الغابات و الصيد البحري و مكافحة الجراد وهذا كله باستعمال صور الأقمار الصناعية. كما أكد أن الإمضاء على هذه الاتفاقية سيفتح الباب للعمل مع كل مؤسسات وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري، مضيفا انه سيكون هناك دورات تكوينية لفائدة المتعاملين المباشرين و الغير مباشرين. و أشار أيضا إلى إدخال قريبا خريطة لتحديد أخطار الحرائق على مستوى المديرية العامة للغابات من اجل التدخل بسرعة عند الحوادث. من جهته، أوضح السيد شادي أن إدخال أكثر معلوماتية عن طريق الصورة الفضائية في كافة برامج الوزارة يعتبر أمر ضروري، مشيرا أن الجديد هو توسيع هذه الآليات المعلوماتية إلى برامج اقتصادية. و أشار في ذات السياق أن الفلاحة معول عليها كثيرا كبديل للمحروقات و إطار لتحقيق الامن الغذائي، مشيرا من جهة اخرى إلى اهمية استعمال صور الاقمار الصناعية لتثمين و تقييم الإنتاج بطريقة علمية معتمدة على ارقام مدروسة. للتذكير فان تنظيم هذه الورشة التقنية المشتركة بين وزارة الفلاحة و التنمية الريفية و الصيد البحري والوكالة الفضائية الجزائرية يندرج في إطار اقامة تعاون بين الطرفين بهدف تحديد مجالات استخدام تكنولوجيات الفضاء و تطبيقاتها في دراسة و تنفيد مشاريع التنمية الفلاحية. التصدي للتغير المناخي و التصحر و تدهور الاراضي و الجفاف و الحرائق و غزو الجراد تشكل تحديات ذات بعد اقليمي و مازالت تعوق على نحو خطير للتنمية المستدامة لجميع البلدان لسيما البلدان النامية. لهذا الغرض اولت الجزائر اهتماما بالغا لتطوير الادوات العلمية و التقنية على غرار التقنيات الفضائية و صور الاقمار الصناعية و النظم و المعلومات الجغرافية التي تسمح بالرصد الدائم لتطورات فضاءات الانتاج الفلاحي و الوسط الغابي و كذا الصيد البحري و تنميتهم بالإضافة إلى رصد الظواهر الطبيعية و التنبؤات بالمردود الفلاحي و انجاز خرائط موضوعاتية مما يسهل التحاليل و اتخاد القرارات المناسبة و تحديد التدابير للحفاظ و الحماية.