شدد وزير الاتصال, جمال كعوان, يوم الأحد بالجزائر العاصمة على ضرورة تكتل مهنيي قطاع الإعلام السمعي-البصري في العالم العربي لمواكبة الثورة الرقمية و العمل على إحداث تقارب بينهم في أجل التصدي لما يتهدد مجتمعاتهم من برامج هدامة. و في افتتاحه لأشغال الاجتماع السنوي الدوري المشترك بين المنسقين الاذاعيين والتلفزيونيين ومهندسي الاتصال ومشغلي المحطات الأرضية للهيئات التلفزيونية والاذاعية في الدول العربية, أبرز السيد كعوان ما يتطلبه الواقع اليوم من حتمية استثمار مهنيي القطاع في تكتل يمكنهم من مسايرة الثورة الرقمية والتحول التكنولوجي المذهل في وسائل وأدوات الإعلام والاتصال وفي مفاهيم وعلاقة المستهلك بمصادر الخبر والمعلومة. و أشار في ذات الصدد إلى التحولات التي أفرزها هذا التحول الذي أحدث "تغييرا جذريا في علاقة الفرد بالتكنولوجيا إذ أصبح في قلب نظام إعلامي جديد جعل منه شريكا و فاعلا يختار البرامج السمعية البصرية التي يشاء على أي واسطة يريد بعد أن كان مجرد متلقي للمادة الإخبارية". و أضاف يقول بأن الرقمنة "عززت حاجة المجتمعات إلى اعتماد اقتصاد المعرفة و أعادت النظر في معايير الهيمنة الحقيقية للأمم", حيث أصبحت مقترنة بتطور التعليم و إنتاج الثقافة وفعالية دور الإعلام و نجاعة وسائل الاتصال. يذكر أن الاجتماع السنوي الدوري المشترك بين المنسقين الاذاعيين والتلفزيونيين ومهندسي الاتصال ومشغلي المحطات الأرضية للهيئات التلفزيونية والاذاعية في الدول العربية الذي تحتضن أشغاله الجزائر يجري بحضور ما لا يقل عن 13 هيئة إذاعية و 13 هيئة تلفزيونية تمثل عدة دول, على غرار مصر والعراق وقطر وتونس وكذا -و لأول مرة- جزر القمر وجيبوتي. و يسعى المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج في طبعته هذه و تنفيذا لتوصيات اللجنة الدائمة للإذاعة على مستوى اتحاد إذاعات الدول العربية, إلى البحث عن صيغة جديدة لتجاوز ما يعرف بالتبادل عن طريق الحقائب والمرور إلى نظام التدفق الحر للأخبار بصفة سريعة وذلك من أجل بث الخبر بصفة آنية. و كانت الهيئة المذكورة قد تأسست سنة 1980 و دشنت بالجزائر في 1987. ومن بين أهدافها الرئيسية الارتقاء بالخدمة الإخبارية في الهيئات التلفزيونية العربية من خلال تبادل الأخبار ما بين الهيئات الأعضاء وإرساء أسس هذا التبادل والإجراءات المتعلقة به.